رداد السلامي - خاص ترك برس
السعودية تبذل جهودا جبارة من أجل توحيد صفوف الأمة العربية والإسلامية وتسعى إلى نظم دول المنطقة في عقد فريد متناسق يؤدي أدواره في مواجهة التحديات المحدقة بالجميع بما يعزز من قوة المنطقة واستقلالها وقوتها، ولا يوجد من يسندها في هذا السياق والسباق مع القوى العدوانية سوى دولتان هما تركيا وقطر.
سنلحظ جيدا أن طريقة تعاطي القيادة السعودية مع التحديات تتخذ بعدا استراتيجيا متناغما مع القوى الحليفة معها كتركيا، وهذا التعاطي ليس آنيًا فرضتة متغيرات عارضة، ولكنه استراتيجي فرضته ضرورات تتصل بالوجود والمصير، وتلامس بعنف الهوية للأمة كمدخل لزعزعة ثوابتها وقيمها تمهيدا لتقويض بنيانها المادي، وهو عمل نجحت من خلاله إيران كثيرا في تفكيك نسيج المجتمعات العربية في دول كالعراق وسوريا واليمن الذي تلافته عاصفة الحزم وحالت دون أن يتمكن من تأسيس جذوره الفكرية عميقا من أجل تحقيق أكبر قدر من الاختراق الخالق لفوضى استراتيجية حقيقية تهدد أمن المملكة والخليج.
التحالف السني الاسلامي لتركيا والسعودية هو الطريق الوحيد لاستعادة الذات الاسلامية التي سلبها التشيع خصائص ذاتها الحقيقية بل ومارس تفكيكا للهوية القومية العربية ذاتها وتهجينا بلغ حد التفاخر بالعمالة لإيران وتبني نهجها الفكري الشيعي البشع ومساندة توسعها الرامي إلى ابتلاع المنطقة وصياغتها وفقا لمفاهيم القومية الفارسية ومصالحها وطموحاتها البشعة.
ينطلق الأتراك من ذات العقيدة التي نؤمن بها "عقيدة الاسلام الصحيحة" ويدركون جيدا أن هذه العقيدة هي التي مكنتهم من حكم العالم ومنحتهم القوة والزخم الإمبراطوري الذي جعل أجدادهم يحكمون نصف الكرة الأرضيّة، كما يدركون جيدا أن هذه العقيدة والرسالة هي التي مكنت تركيا الحديثة من تحقيق نهضتها القوية في كل المجالات ومنحتها القوة والريادة فحين عاد الأتراك للحفر في ماضيهم كشف لهم ماضيهم عن سر قوتهم وكنوز تحقيق وجودهم الإنساني السوي الناهض، ولذلك لا عجب أن سمعنا "أردوغان" يحث أبناء تركيا وطلابها العودة الى تاريخ أجدادهم، فتاريخ اجدادهم هو تاريخ الإسلام الذي صنع منهم قوة عالمية عظمى حققت توازن القوى وأرست دعائم العدل والسلام وحمت الأمة الاسلامية من أسوء نوايا الانتقام الصليبي وتحويل المواجهة إلى قلب أوروبا ذاتها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس