ولاء خضير - خاص ترك برس

"كأنها قطعة من الجنة"، هي مشاهد وأماكن تصوير المسلسل التاريخي العثماني"نهضة أرطغرل"، والذي يوثق سيرة وحياة وحروب التي خاضتها قبائل "كايي" التركية، والتي خرج منها مؤسس الدولة العثمانية "عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه"، سيأخذك الملسلسل إلى العالم القديم، الذي بدأ منه تاريخ تركيا.

نجح مسلسل “قيامة أرطغرل”، في التواجد بالقائمة التي نشرها موقع “Thewi”، والتي تضمنت الأعمال الفنية الأكثر ذكرًا وورودًا في النقاشات على موقع تويتر بجميع أنحاء العالم، حيث حقق نجاحًا في تركيا، وعدد من الدول الأوربية، وحصل على المركز التاسع بهذه القائمة.

مسلسل “قيامة أرطغرل” يتناول السيرة الذاتية للسلطان عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه بن قتلمش، الملقب بعثمان الأول، هو مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها، وعلى الرغم من عدم عرضه رسميًا في شاشات الدول العربية حتى الآن، إلا ان كثيرين ممن سمعوا عن قصة المسلسل، آثروا متابعته عن طريق الإنترنت، وتحميل حلقاته المترجمة.

من ناحية أخرى، أعلنت الشركة التركية المُنتجة لمسلسل “قيامة أرطغرل”، استعدادها لتسويقه في 60 دولة عربية وأوروبية خلال الفترة المُقبلة.

وقد قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، برفقة زوجته عقيلة، وعائلته، وعدد من المرافقين معه، بزيارة لموقع تصوير المسلسل، حيث تعرف على الممثلين جميعاً بشكل شخصي، وقدم رأيه إزاء المسلسل، وأهميته في التاريخ التركي، ومعربًا عن امتنانه وتقديره لأهمية هذه الملسلات التاريخية، التي تُعرف أبناء دولة تركيا بحقيقة تأسيس الدولة العثمانية المسلمة، وتاريخ سلاطينها.

وتذكر بعض المصادر أن تمويل المسلسل هو من حزب العدالة والتنمية الحاكم، كَرد فني علي مسلسل القرن العظيم، أو حريم السلطان، الذي لم يعطي الدولة العثمانية صورتها الحقيقية.

ويتناول المسلسل هجره قبائل "كايي" التركمانية، والتي كان زعيمها سليمان شاه، والد ارطغرل، والتي كانت تسعى بداية إلى الحصول على مرعى ومحل آمن لأهالي القبيلة، ليتم توطينها، ولذلك أرسلت الرسل إلى سلطان السلاجقة علاء الدين بن كيخسرو السلجوقي، والذي كان يحكم مناطق سلاجقة الروم، المحاذية لإماره انطاكيا "الصليبية"، ثم ما لبثت أن حاربت الصليبيين، الذي كانوا يحيكون المؤمرات ضد المسلمين.

ويظهر المسلسل شجاعة  وبسالة أرطغرل ومقاتليه، ودموية معاركهم ضد فرسان المعبد والخونة، فقد ظهرالصليبيون بشكل ضعيف، ويحاربهم مقاتلين تركمان ويبيدوهم، وأعتبر بعض النقاد والمحللون الفنيون، أن هذا فيه نوع من المغالطة التاريخية، ففرسان المعبد عُرفوا ايضا بشدتهم، وقوتهم.

كما يظهر المسلسل قدرة قوية لدى الترك في استخدام السيف، ورمي النبال، خصوصًا أثناء جري الخيل.

ويتحدث المسلسل عن تسامح المسلمين مع النصارى والصليبيين، بينما كان الصليبيون يردون على التسامح بالتعصب والانتقام، ويبذلون طاقتهم في تنصير الأسرى المسلمين، ويحبكون المزيد من المؤامرات، ويجهزون الحملات الصليبية لقتل أهالي الهلال الخصيب.

ويُعتبرهذا المسلسل دراما تاريخية، تستلهم الواقع في قراءة التاريخ، فقد تحدث هذا المسلسل عن الصراع بين السلاجقة، واحفاد صلاح الدين (يقصد الكرد)، وتحدث ايضا عن المسلمين في العراق والشام ومصر، وعن الحكام الخونة الذين تسلطوا عليهم، وعن حقيقة اختراق الصليبيين للصفوف الدول، والإمارات الإسلامية.

والمميز في المسلسل التاريخي "نهضة أرطغرل"، أنه وعلى خلاف الأعمال الفنية التركية، هو محافظ جدًا، فلا توجد به أي مشاهد خادشة للحياء، ويمتاز المسلسل ايضا كونه يرتكز على البساطة وحياة القبائل الرحالة، وهو الأمر الذي لم نراه في باقي الملسسلات التاريخية، مثل مسلسل حريم السلطان، الذي شد انتباه الجمهور، بفاخمة القصور، واللباس، وحياة السلاطين الباذخة، إضافة الى تواجد مشاهد غير مناسبة للعائلة، وهذا ما يميز الملسسل التاريخي"نهضة أرطغرل".

وظهرت في المسلسل شخصية بارزة، وهي شخصية الشيخ "ابن عربي"، وهو شخص ذو أهمية رمزية في العقلية التركية، فهو عند الأتراك كابن تيميه عند العرب، فلن تجد كتابا تركيا لا يتحدث عن ابن عربي، فهم يستدلون على آرائهم بكتب ابن عربي، و يتحدثون عن جبل قاف، الذي يحيط بالارض، التي كان يتحدث عنها ابن عربي.

وتحصل في المسلسل لقاءات وصداقة بين  الشيخ ابن عربي، والأمير أرطغرل، رغم أن بعض الكتب التاريخية تشكك بهذا الأمر، وتروي بأن ابن عربي طوال اقامته في المشرق، كان يقيم في دمشق، بينما كان أرطغرل يقيم في أطراف حلب، إلا أنه ربما تعاصر الرجلان فكانا في عصر واحد، ويمثل ابن العربي شخصية روحانية، تقدم الدعم الروحي لمقاتلي القبيلة، ويساندهم بحروبهم ضد الصليبيين والمغول، ويتنقل في رحلاته الخاصة، مع مرافق له، ويعقد الجلسات الدينية مع اتباعه.