غونيري جيفا أوغلو - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس
اتجهت الأنظار جميعها نحو داعش، بعد المجزرة التي ارتكبها انتحاري في ساحة السلطان أحمد في إسطنبول، مع العلم أنّ عدد مقاتلي داعش في المنطقة هو 30 ألف، ومعظمهم أجانب قدموا من أكثر من 100 دولة، فكيف لمثل هؤلاء أنْ يسيطروا ويحكموا مناطق شاسعة من العراق وسوريا؟ وهم لا يملكون أي طائرة، ولا حتى طائرات بدون طيار، ولا يملكون التكنولوجيا المتقدمة التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الذي تقوده ضدهم.
وماذا يعني مصدر دخل داعش من تهريب بيع النفط، مقابل خزائن دول التحالف؟ لذلك كيف لداعش أنْ تصمد وتستمر في تهديدها للعالم أجمع برغم صغرها أمام التحالف الدولي؟ أليس هذا التحالف هو الذي قضى على دولة كاملة قوية، بكامل عتادها وسلاحها وأموالها، كالدولة التي كان يقودها صدام حسين؟ فلماذا إلى الآن لم يستطيعوا القضاء على منظمة إرهابية مثل داعش؟ ألا يوجد غرابة في ذلك؟
تستمر ثلاث سنوات
وقد أشار مبعوث أوباما الخاص بسوريا، بأنّ الحرب ضد داعش قد تستمر ثلاث سنوات، وهذا يطرح تساؤلات عديدة، أليس الولايات المتحدة الأمريكية من تسلمت العراق بأكمله خلال 15 يوم فقط، فكيف تعجز اليوم عن مواجهة داعش، وهي تقود تحالف يضم أكثر من 100 دولة؟ هذا الأمر لا يتصوره العقل، ولا يستطيع تقبله.
حرب الوكالة
كانت أمريكا وقوات التحالف تتواجد بجنودها وعساكرها على أرض المعركة في حرب الخليج، لكن قوات التحالف اليوم لا تتواجد على الأرض، وإنما يقودون "الحرب بالوكالة"، حيث يدعمون حزب الاتحاد الديمقراطي، والمجموعات العربية المسلحة، بينما تكتفي طائرات التحالف بضرب أهداف لداعش، تحددها الاستخبارات، تكون منتقاة بعناية، ولذلك لم يستهدفوا إلى الآن مصادر الدعم لداعش.
ولذلك ربما يحتاجون لكسب المزيد من الوقت، وعلى ما يبدو، أنّ القوى العظمى لم تتوصل إلى اتفاق إلى حتى الآن، يتعلق بتقسيم المنطقة، ولهذا تركوا الموضوع للزمن، وربما يضعون العصي في دواليب التوصل إلى اتفاق حول خارطة جديدة، تشارك في رسمها روسيا وإيران وأمريكا والسعودية، من خلال تقسيم سني وشيعي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس