ترك برس
تعد صفاء مروة قاوقجي التي منعت دخولها لقاعة البرلمان التركي بسبب ارتدائها الحجاب، من أهم رموز النضال في قضية الحجاب في تركيا.
ولدت مروة قاوقجي عام 1968 في أنقرة. ونشأت في أسرة متدينة متعلمة، وكان والدها يعمل أستاذا لمادة الفقه الإسلامي بجامعة انقرة، ووالدتها السيدة زينب أستاذة الأدب التركي في جامعة أنقرة أيضا.
درست قاوقجي في مدرسة أنقرة، ثم التحقت بكلية الطب عام 1988، وبسبب سفر عائلتها إلى أمريكا اضطرت إلى ترك الكلية حيث تولى والدها منصب المستشار في منظمة الاتحاد الإسلامي لفسلطين، ثم إمامة وخطبة الجامع المركزي في ولاية دالاس. وأكملت دراستها في الجامعة خلال هذه الفترة وتخرجت مهندسة حاسوب.
وبعد عودتها مع عائلتها إلى تركيا، عملت في صفوف حزب الرفاه بزعامة نجم الدين أربكان. وبعد إغلاق حزب الرفاه بسبب الانقلاب العسكري الذي قام به القوات المسلحة التركية عام 1998، انتخبت في الانتخابات البرلمانية عام 1999 نائبا عن مدينة إسطنبول من حزب الفضيلة الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان.
ومنعت مروة من دخول قاعة البرلمان في تركيا بسبب ارتدائها الحجاب وتعارضه مع مبادئ الدولية التركية التي جعلت من العلمانية مرجعًا أساسيًا لها.
واقترح رئيس حزب اليسار الديمقراطي بولنت أجاويد ورئيس الوزراء التركي لمرات عدة، أن يخصص لمروة قاوقجي مكتب خاص بها بعيدا عن قاعة البرلمان وألا يسمح لها بحضور النقاشات واللجان البرلمانية. واقترح عليها مجلس الحزب أن تذهب إلى السيد "سبتي أوغلو" أكبر نواب البرلمان سنًا لتقبيل يده، وسؤاله حول مشاركتها في مراسم اليمين، وإذا وافق تذهب، وإذا لم يوافق تعقد مؤتمرا صحفيا تعلن فيه قرارها عدم دخول البرلمان. ولكن مروة قاوقجي رفضت لأنه من حقها دخول البرلمان كبقية النواب.
وقررت مروة قاوقجي الدخول إلى قاعة البرلمان بحجابها رغم المعاناة، وحيث أنها دخلت بدعم من حزب الفضيلة لأداء قسم اليمين وفجأة حدثت فوضوي، وارتفع أصوات في صفوف حزب اليسار الديموقراطي ونواب الحركة القومية "أخرجي أخرجي".
وقال رئيس الوزراء بولنت أجاويد؛ إن البرلمان ليس المكان الذي يجرؤ فيه أحد على تحدي النظام و الدولة.
كما أعلن رئيس الجمهورية سليمان دميريل أن مروة قاوقجي هي السبب في توتر الأوضاع في تركيا. و اجتمع المجلس الرئاسي وقرر عدم السماح لمروة قاوقجي بدخول قاعة البرلمان لأداء اليمين.
وبعد ستة عشر عامًا من تلك الحادثة، نجحت أخت مروة قاوقجي، روضة قاوقجي في الانتخابات البرلمانية، ودخلت البرلمان مرتديةً نفس الحجاب الذي كانت ترتديه أختها، بعد أن تغير الوضع في البلاد وكسبت النساء المرتديات للحجاب حقوقهن التي كانت قد سُلِبت منهنّ.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!