فخر الدين ألتون - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

جاء جو بايدن إلى تركيا وذهب، تاركا خلفه آثارا وذكريات كثيرة، حتى أن المعارضة لم تفرح أبدا بهذا القدر ولم يكن يسأل عنها أحد من قبل، فهذه ميركل زارت تركيا منذ فترة ولم تهتم لأمرهم أبدا حتى أن الكتاب كتبوا عن إهمال ميركل لهم، لكن الآن وضع آخر فبقدوم السيد جوزيف إلى تركيا توحد المعارضون في صف واحد.

استغلوا هذه الفرصة وعرضوا أمامه حال المجتمع بكل حرية وعلى مزاجهم.

فهذه الصحفية "جيدا كاران" تخرج علينا بعنوان "لنخرج تركيا من حلف الناتو" بعدما استندت على أقوال بايدن.

وأيضا علقت الصحفية "أصلي أيدنتاشباش" على هذا بقولها "تركيا ليست حليفًا جيدًا لأنها ليست ديمقراطية بما فيه الكفاية"، وأيضا نشرت صورة سلفي هي وبايدن معلقة "هل أخبركم بما دار بيني وبين بايدن من حديث؟" ولم تضع عوضا عن ذلك أي رسالة سياسية، أي افتخار هذا!

كما وافق الصحفي "قدري غورسل" مقولة بايدن تجاه تركيا حين قال: "لا تظنوا أننا صامتون تجاه حدكم من الحريات والإعلام من أجل حاجتنا إليكم في الصراع مع داعش".

لكن الأمر الملفت للنظر أن الصحفي جنيد أوزدمير قال إن زوجة بايدن "جيلي" جاءت بلطف وقالت له "مرحبا" والأخير عبر لها عن امتنانه.

صحيفة "بيرغون" اليسارية اقتبست عنوانا لعددها من فم بايدن "يجب أخذ قوة المجلس (البرلمان) بالحسبان" حيث أنه وحسب ما نعلم أن المجلس يحتوي على 316 عضو من حزب العدالة والتنمية.

بالنسبة لأمريكا فإن أهم المسائل في العلاقات مع تركيا هي الصراع مع داعش، وما تريده أمريكا هو أن تتقدم تركيا إلى الأمام في حربها مع داعش ومن أجل هذا فإنها تستخدم جميع الوسائل الممكنة بما فيها إعطاء فرصة للمعارضة المسحوقة في تركيا.

تريد أمريكا أن تدير كيانًا مستقرًا لها في تركيا وتبذل جهودًا حثيثة في ذلك.

بايدن الذي يتحدث عن حرية الإعلام وصف "جوليان أسانج" (رئيس شبكة ويكيليس) بـ"إرهابي التكنولوجيا المتطورة".

لا يهمهم أبدا تطور الحياة السياسية الديمقراطية في تركيا، فقط شخص واحد يسعى بجد لتحقيق ذلك ألا وهو رجب طيب أردوغان، وكانت كلمات أردوغان إلى بايدن واضحة في هذا الخصوص قائلا "يجب علينا عدم الانصات للذين يعارضون قرار تركيا في محاربة الإرهاب".

وقد وضع داود أوغلو هذا المثال أمام بايدن شارحا فيه الموقف بشفافية:

إذا قام تنظيم القاعدة باحتلال منطقة في أمريكا وحفر الخنادق وبنى الحواجز ومنع دخول قوات الأمن إلى المنطقة فماذا سوف تفعل الحكومة؟

وإذا حدث ذلك فعلا برأيكم ماذا سيحدث للأكادميين الداعمين لتنظيم القاعدة؟

أمريكا تحد من حريات شعبها  بشتى الأشكال بحجة الأمن، أما في تركيا فالدولة تتخذ أعلى درجات الاحتياط لحماية المدنيين في هذه المرحلة الحساسة وهذا يرجع للعقلية الحكيمة للحكومة باحترام الشعب وباتخاذها قرار عدم السماح لعودة ماضي التسعينات الأسود.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس