غوكتشي هوبار – صحيفة يني يوزييل - ترجمة وتحرير ترك برس

في خبر نشره موقع سبوتنيك يوم الإثنين الموافق الثاني والعشرين من الشهر الجاري نقلا عن وكالة "دي بي أ"، صرح صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي بقوله: "نحن لا نرغب بدولة كردية حدودية لتركيا في سوريا"، وتابع معقبًا على مطالب تركيا بإنشاء المنطقة الآمنة فقال: "هذا تدخل بالشأن الداخلي السوري"، وأتبعه باتهام تركيا بضمر العداء والضغينة للأكراد.

ولكن الحقيقة ان تركيا لا تهدف من مطالبتها بإنشاء المنطقة الآمنة إلى التدخل في الشأن الداخلي السوري من قريب أو بعيد، فتركيا التي تستضيف ما يربوا عن مليوني لاجىء فروا من بطش قوات النظام والاحزاب المحالفه له تحاول جاهدة من خلال المنطقة الآمنة وقف المجازر الجماعية التي يرتكبها النظام وتهدف لتوفير منطقة ينعم بها السوريون بحياة كريمة ويتمتعون بالأمن والاستقرار داخل تراب وطنهم. وبالتالي فإن الطلب بمنطقة الآمنة لا يرمي لأي أهداف إضافية ولا تضمر تركيا أي نوايا غير المعلنة، أما محاولة فهمنا للسبب الذي دعى زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي إلى مثل هذه التصريحات يحتاج إلى قدرة وقوة كبيرة.

عند الحديث عن مسألة العداء للأكراد لا بد من توضيح التالي، تضم تركيا العديد من الإثنيات العرقية ولا يوجد أي تمييز بين هذه العرقيات أو تفضيل لأحدها على الأخرى، ففي تركيا هناك الأكراد والشركس واللاز الذين تولوا مناصب حساسة في الاستخبارات ومنهم من تولى رئاسة الوزراء ورئاسة مجلس الشعب ومنهم من أصبح واليًا وقائم مقام ومدير شرطة ووزير داخلية وغير ذلك. لكننا نعترف بأن هناك شكلًا آخر من العنصرية، ألا وهو التمييز حسب الدين، إذ لا يمكن مثلا للأرمن أن يصبحوا شرطة ولا يمكن لليهودي أن يصبح واليًا ولا يمكن للروم أن يصبحوا ضباط بحرية، في حين نجد في الأعوام الأخيرة خصوصا الكثير من منتسبي الجماعات الإسلامية والطرق الدينية يتولون وظائف في البلديات والمؤسسات العامة وفي الشركات الكبرى بغير وجه حق ودون أي جدارة مما فتح الباب أمام ثرائهم الفاحش، هذه العنصرية التي يتحسس منها كذلك السنة غير المتدينين والعلويين واللادينيين.

يحاول زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يفرض نفسه كممثل أوحد  للأكراد السوريين، من خلال تصريحاته أن يقلب الأمور ويظهر أن تركيا تُكِن العداء للأكراد تماما مثلما يفعل حزب العمال الكردستاني الذي يفرض نفسه كذلك ممثلًا وحيدًا للأكراد في تركيا ، لكن  الحقيقة أن تركيا لا تكن العداء للأكراد بل إن كل الأزمات تنبع من عداء حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي للأتراك وتركيا. في حين أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو من يمارس عمليات التطهير العرقي بحق التركمان والعرب في المناطق التي يسيطر عليها، الأمر الذي تناولته تقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية. فهذا التنظيم الذي يدعي بعدم سعيه وراء دولة للأكراد في سوريا يقطف رؤوس كل من يقف في وجهه من شركس وعرب وتركمان وحتى أكراد او يضطرهم بأحسن الأحوال إلى اللجوء.

تعاون حزب الاتحاد الديمقراطي – حزب العمال الكردستاني

في تعقيب لزعيم حزب الاتحاد الديمقراطي مؤخرًا على اتهامات وحدات حماية الشعب، الجناح العسكري التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي، بالمسؤولية والضلوع في تفجيرات السابع عشر من شباط/ فبراير في أنقرة رفض وبشدة هذه الاتهامات ليضع تركيا في موقف لا تحسد عليه بعيون المجتمع الدولي، إذ أنه جعل تركيا تبدو وكأنها تكذب متجنية على الحزب.

لكن وعلى الرغم من إنكاره المستمر فإن مسؤولية حزب العمال الكردستاني – حزب الاتحاد الديمقراطي عن تفجيرات أنقرة (17 شباط) واضحة للجميع، ففي خبر نشر على موقع الجزيرة الإخباري، أجاب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على تساؤلات جمال الشيال عن مسؤولية تفجيرات أنقرة قائلا: "نحن نملك المعلومات عن تلك الخلية النائمة وعن من أمدّها بالتعليمات وعن كل من لهم صلات وعلاقات معها، أعني هذه جريمة مشتركة بين وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني. فوحدات حماية الشعب هي أصلا امتداد لحزب العمال الكردستاني. لا شكوك لدنيا ونحن متأكدين من ذلك".

في النهاية، لا شك أن حزب العمال الكردستاني وامتداده في سوريا وحدات حماية الشعب يتلقى الدعم المادي الخارجي، فهذه الأحزاب تحاول الاستفادة والانتفاع قدر المستطاع من توتر العلاقات الروسية - التركية والعلاقات التركية – السورية كذلك. وإذا كان لا بد من التعبير بكلمات أوضح فسأقول إن هذه الأحزاب تُستخدم من قبل الأطراف التي تسعى إلى إلحاق الضرر بتركيا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس