سامي كوهين – صحيفة ميلييت – ترجمة وتحرير ترك برس
تستمر الخلافات في وجهات النظر الأمريكية والتركية مع التصريحات الأخيرة التي أدلت بها أنقرة وواشنطن وبعد تعليق وزارة الخارجية الأمريكية عليها إثر المكالمة الهاتفية التي حصلت بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن وفي نفس الوقت ما يزال هنالك مواقف موحدة تجمع البلدين في موضوع وحدات حماية الشعب الكردي.
مع استمرار المباحثات التركية الأمريكية نرى وبكل وضوح التوجه الفردي الذي يسلكه كل طرف، فلا تركيا ولا الولايات المتحدة يفكرون في تغيير مواقفهم ولا حتى بالتراجع بخطوة صغيرة إلى الوراء، وتتمثل نقطة الخلاف الأساسية بين الطرفي في نظرة كل منهما إلى وحدات حماية الشعب الكردي، فتركيا ترى فيهم الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني وتريد من أمريكا إيقاف دعمهم في الحال، وزاد هذا الترقب مع التفجير الأخير في أنقرة، لكن وفي المقابل فإن أمريكا تنظر إليهم على أنهم قوات برية تحارب داعش ويجب تقوية موقفهم، وتأمل من تركيا إنهاء خلافاتها معهم.
ستحدد الأيام القادمة إذا ما سيكون هنالك أي تغيرات في مواقف البلدين أم لا، فإذا نجح مؤتمر جنيف وتم اتفاق المصالحة فإن هجمات وحدات حماية الشعب والقصف التركي سيتوقفان، لكن هذا لن يحل الخلاف ولن ينهي التصورات التركية باعتبار حزب الاتحاد الديمقراطي إرهابيا بحكم تابعيته المباشرة لحزب العمال الكردستاني، كما ولن توقف الدعاوي الأمريكية التي تدافع عن وحدات حماية الشعب وتدعمهم في حربهم ضد داعش، وفي حال استمر الحال على ما هو عليه فقد تلجأ أنقرة إلى استخدام وسائل ضغط ضد واشنطن مثل منعها من استخدام مطار إنجيريليك العسكري.
وفي هذه العناوين تكلم كبير مستشاري الرئيس شريف مال كوتش وصوّر أمريكا بالأفعى والعقرب الذي ينام مع تركيا في نفس السرير، ثم أطرق وتكلم عن إمكانية غلق مطار إنجيريليك العسكري، وصرح بأن تدخل أردوغان في هذا الموضوع هو خطأ ولن تستفيد تركيا من تصرفاته المتسرعة، وطالب بأن تدار هذه الأزمة من قبل الحكومة. ثم أوضح أن على تركيا التعقل في مسألة الانسحاب من الحلف الغربي الأمريكي في الوقت الذي باتت تواجه فيه النظام السوري وإيران ورسيا وحزب العمال الكردستاني مع فرعة السوري وتنظيم داعش...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس