سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
تشير التطورات التي تلت النجاحات العسكرية لحكومة الوفاق الوطني بليبيا، المدعومة من تركيا، أن الأزمة الليبية وصلت إلى منعطف جديد وخطير.
وبينما تواصل حكومة طرابلس حملتها العسكرية، تدخل الكثير من البلدان الداعمة للجنرال خليفة حفتر، الذي يقود ما يسمى الجيش الوطني الليبي من بنغازي.
يرغب رئيس حكومة طرابلس فائز السراج بتعزيز موقفه عبر حملات جديدة، ويرفض الدعوات لوقف إطلاق النار، على عكس عدوه حفتر.
حتى كتابة هذه السطور كانت الكلمة العليا للسلاح، ولا أحد يمكنه التنبؤ بمآل هذه الحرب، التي يتلقى طرفيها دعمًا من الخارج.
الأمر المعروف أن جزءًا كبيرًا من المجتمع الدولي أطلق حملة دبلوماسية لصالح وقف إطلاق النار، ومن بين الدول المبادرة في الحملة فرنسا وألماانيا وروسيا والولايات المتحدة، إلى جانب مصر والإمارات.
فإلى متى ستتمكن حكومة السراج من مقاومة الضغوط التي تمارسها هذه البلدان من أجل وقف إطلاق النار، وكيف ستتطور الأمور ميدانيًّا؟ هذا هو السؤال المطروح حاليًّا.
في الوضع الحالي، مهمة تركيا تزداد صعوبة. قدمت أنقرة حتى اليوم دعمًا فعالًا سياسيًّا وعسكريًّا للحكومة والقوات الليبية. هذا الدعم التركي هو العامل الأكبر، بل هو الوحيد الحاسم، في النجاحات الأخيرة لحكومة الوفاق.
ونظرا لهذا الموقف التركي اضطرت أنقرة لمجابهة الكثير من البلدان بدءًا من روسيا، وصولًا إلى فرنسا، وحافظت على موقفها هذا بخصوص وقف إطلاق النار.
والتصريحات الرسمية التركية الأخيرة تشير إلى أن أنقرة تعارض المبادرات والدعوات الصادرة من أجل وقف إطلاق النار.
فوزير الخارجية مولود جاوش أوغلو قال إنه لا يعتقد بأن هذه الدعوات "صادقة وموثوقة"، مؤكدًا أن الغاية منها هي إنقاذ حفتر من الهزيمة العسكرية.
في هذه الحالة، هل يرجح السراج، معتمدًا على الدعم التركي الفعال، رفض دعوات المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار ومواصلة تحقيق مكاسب ميدانية جديدة؟
وإذا فعل، هل تضع التطورات الجديدة تركيا في صدام مع الدول الداعمة لحفتر وخصوصًا روسيا، التي تعتبر "شريكًا استراتيجيًّا" لأنقرة في سوريا؟
هذه الأسئلة تشير إلى أن المرحلة الجديدة في الأزمة الليبية لن يقتصر تأثيرها على مستقبل البلاد فحسب، بل إنها تشكل منعطفًا خطيرًا على صعيد الموقف التركي الداعم لحكومة السراج، والمثير لخلافات في وجهات النظر بين أنقرة وبقية الفاعلين على الساحة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس