ولاء خضير - خاص ترك برس
تُفاجئ مدينة "فتحية"، المطلة على بحر إيجة غرب تركيا، كل من يزورها بجمالها الأخاذ، وتنوّع طبيعتها المناخية والجغرافية، الأمر الذي يجعلها مقصدًا ملائمًا للسياحة في أي من الفصول، ولمختلف النشاطات، من السباحة والغوص، والتجول بالقوارب، إلى التسلق والسير على الأقدام، في الأودية والسهول والأنهار، ووصولًا إلى التعرف على أجمل، وأقدم الآثار التي تنتشر في مختلف أرجائها.
وتتميز بلدة فتحية "Fethiye"، التابعة لولاية موغلا Muğla التركية، والمطلة على البحر المتوسط في منطقة بحر إيجة، بطبيعتها الخلابة، ومواقعها الأثرية التاريخية العتيقة، فهي إحدى أهم وأبرز المعالم السياحية على الخريطة السياحية التركية -بل والعالم ، فضلا عن كونها مركزًا تجاريًا مهمًا، مما جعلها الاكثر الأماكن ازدحاما في المنطقة.
حيث تقع على سفح جبال طوروس الشاهقة، لتلتقي زبد مياه المتوسط شديدة الزرقة، لتشكّل لوحة طبيعية غاية في الروعة.
وعُرفت "فتحية" في العصور القديمة، بإسم مدينة الكهنة، وقد امتدت من التلال الواقعة عند سفوح جبال طوروس، التي تظلل المدينة نزولاً حتى الخليج، حيث المدينة القديمة.
كما تتميّز بلدة فتحية التاريخية، بنقاء مياه شواطئها الزرقاء، وخلجانها البكر، وجمال طبيعتها الخلابة، فضلًا عن معالمها الأثرية، التي يمتد تاريخها إلى آلاف السنين.
وفي فتحية، يجد السواح الكثير من وسائل الترفيهية، حيث يمكنك هنا الذهاب برحلات مظلية، أو اتخاذ جيب سفاري على الطرق الجبلية، وحتى القيام برحلات القوارب، أو الغوص، حيث تحظى بفرصة رؤية جمال الكائنات في أعماق الماء.
هذا والجدير بالذكر أيضا، أن فتحية مليئة بالمحلات التجارية المختلفة، والتي تقدم تجربة تسوق ممتعة، بالإضافة إلى المقاهي والمطاعم، حيث يتسنى لك تذوق أطباق لذيذة من المأكولات التركية المحلية، والأوروبية العالمية.
أما بشأن الإقامة، فتحتضن فتحية العديد من الفنادق و المنتجعات، التي تقدم خدمات فاخرة لزوارها، كإمكانية تنظيم حفلاتك الخاصة، إلى جانب خدمات الاسترخاء، كالساونا والمساج وغيرها الكثير.
وادي الفراشات
وادي الفراشات، يقع في سفوح جبل باباداغ Babadağ، على بحر إيجه، في محافظة موغلا Mugla، وهو وادي كبير، يمكن الوصول إليه بواسطة قارب أجرة من فتحية، وتحديدا من أولودينيز Oludeniz، تستغرق الرحلة بهذا القارب حوالي 45 دقيقة، وتكلف حوالي 15 ليرة تركية.
ويأوي وادي الفراشات، الذي تبلغ مساحته 86 ألف متر مربع، ما يقرب من 100 نوع من الفراشات؛ منها البرتقالية اللون الأصيلة، ومنها السوداء، ومنها فراشات “نيوجيرسي تايجر” البيضاء.
كما تنمو هنا أشجار الزيتون، والليمون، والرمان، والبرتقال، والعنب، والكستناء، والخوخ، والبرقوق، والنخيل، والدفلي، ونبات الغار.
وتعتبر المنطقة محمية طبيعية، ولا يُسمح فيها اليوم، إلا بإقامة الخيام والأكواخ التي يمكن إزالتها، كما ركزت السلطات التركية المحلية، على تنمية الحياة الطبيعية في المنطقة، في مقابل تحقيق المكاسب التجارية.
وهناك مطعم واحد في المنطقة لذا فالوجبات باهظة الثمن، إذا كنت من أصحاب الميزانيات المنخفضة، يمكنك شراء بعض المواد الغذائية المعلبة، والوجبات الخفيفة، وإحضارها معك إلى وادي الفراشات.
كل ما يمكنك القيام به هنا هو الراحة والاسترخاء، والتمتع بالمشاهد الرائعة المحيطة بك.
القبور الصخريّة
من عجائب بلدة فتحية، ما يُطلق عليه الأتراك، القبور الصخرية، وهي مقابر تصوّر المحاربين القدامى ومنحوتاتهم، وهي القبور الأثرية المنحوتة في الصخر الموجودة، داخل المدينة،أما بقايا القلعة التي يعتقد أنها بنيت من قبل فرسان القديس جون فتقع على الهضبة في جنوب المدينة .
كما يشكل مسرح تيلميسوس، أحد أهم وأكبر الآثار الرومانية، ويتسع لـ5000 شخص، وقد رُمّم في القرن الثاني بعد الميلاد، واستُخدم كميدان للمصارعة في الفترة البيزنطية.
المساجد العثمانية
يضم الحي القديم في فتحية، بعضًا من الآثار العثمانية، كجامع "إسكي" أي الجامع القديم، الذي بُنِيَ في عام 1791، والحمّام التركي، فتحية حمامي، بقببه الأربعة عشرة، وحماماته الستة المقنطرة، والذي لا يزال يُستخدم حتى اليوم.
كما تُعرض في متحف "فتحية"، المكتشفات الأثرية، والتي عُثر عليها في المدينة والمناطق الواقعة جواره.
رحلات القوارب
تغادر القوارب ذات الطابقين، واليخوت ميناء المدينة كل صباح انطلاقا من الساعة 10 صباحًا، لتصحب السياح والأجانب والسكان المخليين في رحلة ترفيهية وجولة استكشافية، في عمق البحر الأبيض المتوسط، وسط الهواء النقي، والطبيعة الضخراة الساحرة حولك.
وتتضمن الجولة، غداءً مؤلفًا من الباستا وكرات اللحم، وأحياناً الدجاج أو السمك، والسلطة والفواكه، وتحديدا البطيخ، ويمكنك أخذ حمام شمسي في الطابق العلوي من السفينة، لكن كن حذرًا من أشعة الشمس، فنسيم البحر المنعش، قد يخدعك.
أما إن كنت من محبي الحيوانات البحرية، فيمكنك الجلوس في القسم السفلي للقارب، والاستمتاع بشرب القهوه، أو إحدى المشروبات الباردة، بينما تحيط بك الدلافين، والأسماك، والسلاحف البحرية.
وثم تنهي الرحلة في المساء، ما بين الساعة الخامسة والنصف، والسادسة والنصف، وهو ما يلقى قبولا كبيرا لدى السياح لا سيما محبّي البحار.
طريقة الوصول
إن أقرب مطار لفتحية، هو مطار دالامان، ويبعد 50 دقيقة بالسيارة، إلى أن تصل لوسط فتحية، كما أن هناك عدة خيارات، بالطيارة، عن طريق الطيران الداخلي، مثل بيجاسوس، أو أي طيران داخلي أخر، حيث يمكنك حجز التذكرة وذلك عبر الإنترنت قبل السفر بفترة أبكر، وبهذا الشكل يكون أفضل وأرخص.
وكما يمكنك الوصول الى فتحية من اسطنبول عن طريق الحافلات، مدة الرحلة 6 ساعات، وقد تكون حافلات الأتجور الوسيلة الأفضل لك، لأنها أرخص سعرًا، ومع حسابك للوقت الذي ستطقعه بالطائرة أو بالحافلة، فلا يختلف كثيرًا.
وسائل النقل
يمكن التنقل في فتحية، باستخدام الحافلات، أو الـ Dolmus وهي حافلات صغيرة، وإذا أردت الذهاب إلى أماكن خارج المدينة، فإن أمامك خيارين، الأول الذهاب بسيارة أجرة، وستكون مكلفة قليلًا، والخيار الثاني هو استئجار سيارة والقيادة بمفردك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!