سيفيل نوريفا - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
يتناول الاعلام الإيراني المواضيع والاحداث العالمية حسب وجهة نظر ايران والحكومة الإيرانية او ما قد يكون الدولة العميقة في الحكومة الإيرانية، ويتناولن في وسائل اعلامهم شخص رئيس الجمهورية التركية اردوغان بشيء من العدائية والا انصاف، فاردوغان الذي كان سابقة وبقيادته للحكومة التركية الوحيد من دول الناتو ومن دول المنطقة الذي يدافع عن المشروع النووي الإيراني في اصعب لحظاته، نراه اليوم وبعد ان فُرجت ازمتهم وقد تنكروا لكل جميل قدمه السيد طيب اروغان، فبلا اخلاق ولا مهنية يكذبون ويلفقون التهم والافتراءات بحق الطيب اردوغان، فبعد ان بانت سوءتهم وظهر للقريب والبعيد حقيقة نواياهم الخبيثة وسياستهم التوسعية اللاإنسانية والا حضارية، نرى ان هذا الهجوم والحروب الشعواء التي تشنها في المنطقة انما هي أمور طبيعية تجري في السياق الحقيقي لإيران.
في هذه الاثناء نرى ان الاستراتيجية الجديدة التي تتبناها إيران في ساحة الشرق الأوسط، تفضي الى استخدام حزب العمال الكردستاني للتأثير على تركيا ومن ثم نشر الأكاذيب والاراجيف لصد دول المنطقة ومن ثم العالم عن تركيا وبالأخص روسيا، في سبيل ومحاولة عزل تركيا عن محيطها وبالتالي اضعافها واضعاف موقفها من الأسد.
وفي سياق هذا الحديث نعلم ان مصدر الأكاذيب والتهم الملفقة التي صدرت عن بعض وسائل اعلام روسية كانت من إيران. قد يحسب أحدهم ان إيران وبحكم كونها دولة إسلامية لن تفع مثل هذه الاشاء لشقيقتها المسلمة تركيا، لكن الأطماع الإيرانية وكما أوضحت ذلك بنفسها مرارا وتكرار في السيطرة ونشر النفوذ عبر الشرق الأوسط، ومن ثم منافسة تركيا ومحاولة اسقاط الأخير لتصبح الدولة الأولى في المنطقة، يجعل منها دولة ترى في الغاية تبرر الوسيلة، او على الأقل هذا ما نراه من سياستها وأسلوب لعبها لشطرنج السياسية المحلية والعالمية.
وفي اعقاب نتائج الانتخابات الأخيرة ظهرت إيران على شيء من حقيقتها عندما وصفت ما حصل عليه حزب لعدالة والتنمية من نتيجة كانت اقل من سابقاتها او حتى انهم لم يصلو الى الحد الذي يؤهلهم لتشكل حكومة لوحدهم، وصفت اردوغان بالسلطان الذي يحتضر في اشارة واضحة منهم الى بغضه على اقل تقدير، او حتى تمني الموت السياسي او الموت الحقيقي له ولحزبه.
اما في الملف الفلسطيني نرى ان إيران التي ما لبثت تتشدق بالقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى والقدس، قد قطعت دعمها المالي لحركة المقاومة الإسلامية حماس. اما في ملف الاكراد، فرغم دعم إيران لحزب العمال الكردستاني الإرهابي الا ان الاكراد في إيران يعانون من كل اشكال الظلم والإتهاض على كل المستويات ولأسباب عرقية او مذهبية مقرفة. نعم إيران التي تتشدق بانها دولة إسلامية نراها وهي تظلم الاتراك الأذريين الذي يصل تعتادهم في إيران الى 40 مليون، ولو تعلموا فقط ان أكثر مدينة يتكلم فيها الناس بالتركية بعد إسطنبول هي طهران.
تستخدم إيران حزب العمال الكردستاني من اجل تحجيم تركيا، في نفس الوقت الذي تستطيع تركيا تحجيم إيران وزعزعة امنها وحتى القضاء عليها بتحريك 40 مليون اذري تركي، لكنها لا تستخدمهم لأنها تؤمن بعلاقة اخوة العرق التركي واخوة الإسلام، ولأنها تؤمن بالفضيلة والأخلاق لا تقدم على اعمال تعدها خارج نطاق الاخلاق السياسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس