كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
في تصريح هنري باركي لصحيفة الفايننشال تايمز نصح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن يغير من سياسات إدارته مع تركيا بعدما خيّر أردوغان أمريكا بين صداقتها مع تركيا أو مع حزب الاتحاد الديمقراطي عندما قال "إما أن تختاروا تركيا أو حزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب للعمال الكردستاني الإرهابي"، والجدير بالذكر هنا أن هنري باركي يُعد من كبار مُسيّري وموجهي السياسية الأمريكية في الشأن الكردي.
عبر باركي عن رؤيته قائلا "ردا على السؤال التركي في تخيير الولايات المتحدة الأمريكية يمكننا أن نلعب رهان صيد العصفورين بحجر، إذ أننا نستطيع أن نكسب حزب العمال الكردستاني وتركيا إذا طرحنا صفقة إخراج الحزب من تركيا إلى شمال العراق أو سوريا في مقابل منع التدخل التركي في سوريا". وتظهر في تصريحاته هذه البرودة الشديدة تجاه الظروف والمشاكل التركية الساخنة في مقابل تحقيق المصالح الأمريكية باستخدام حزب العمال الكردستاني، كما ويظهر أيضا القدرة الأمريكية على سحب الحزب خارج الحدود التركية إن أرادت ذلك، وهو ما يطرح التساؤلات بشتى أشكالها وألوانها!
وفي الوقت الذي تدعي فيه أمريكا أنها صديقة لتركيا وتسعى من أجل مصالح البلدين المشتركة تظهر الحقيقة المُرة بين ثنايا تصريحاته باعتراف صريح وواضح أن كل ما كانت تقوله تركيا من قبل في حق حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي كان صحيحا، فعملية تقوية أساسات الحزب في جبل قنديل وسوريا ومن ثم دفع الحزب لافتعال حرب داخلية بعدما كان قد ألف العمل السياسي وحصل على نسبة 13% من الأصوات و80 مقعدًا من مجمل مقاعد البرلمان؛ إنما هو فعل دول كبرى تريد تقوية عضد الإرهاب وهجماته في تركيا.
كما وتظهر هذه التصريحات حقيقة حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وذراعة العسكري وحدات حماية الشعب الكردي بأنهم مجرد بيادق في لعبة شطرنج الولايات المتحدة الأمريكية، وإلا فكيف تستطيع أمريكا المفاوضة على إخراج الحزب من تركيا مقابل شروط لها؟ وهل إخراج حزب إرهابي بكل هذه السهولة؟ ولهذا فإن على الحكومة قراءة المشهد السياسي في ضوء كل هذه الحقائق، فلا تنظيم داعش ولا حزب العمال الكردستاني هم من يصنع الحدث، وإنما يصنعه من خطط له قبل عشرات السنين واستخدم مثل هذه الدُمى التي سيغيرها عند الحاجة، فالتخطيط لعملية تغيير ملامح الشرق الأوسط لم تكن عملية وليدة اللحظة، ولهذا سنقع في فخهم إن استكملنا معركتنا غاضين الطرف عن هذه الحقائق الجوهرية، ولن يعدو عملنا الهباء المنثور إن تجاهلناهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!