ترك برس
أثارت مشاهد التسجيل المصور والذي قيّد لحظة قيام مواطن تركي في ولاية إزمير، بالتقاط طفل سوري يبلغ من العمر 5-6 سنوات، ورفعه إلى الهواء، ثم رميه على الأرض، جدلا كبيرا لدى السلطات التركية، التي أعطت التعليمات على الفور بإلقاء القبض على الضارب، وكذلك لدى وسائل التواصل الاجتماعي التركية، الذين صبوا جام غضبهم على المواطن.
وأوردت صحيفة "ملييت" التي أجرت مقابلة مع العاملين في مكان وقوع الحادثة، سبب قيام الرجل بضرب الطفل.
يقول أحد أصحاب المتاجر: "بينما كنت منشغلا مع أحد الزبائن، رأيت طفلا يركض بسرعة هائلة، يتبعه رجل من خلفه، بمجرد أن التقط الطفل، رفعه إلى الأعلى، ثم رماه أرضا، وبعدها تجمع أصحاب المتاجر العاملون في الجوار، الذين انصدموا من هول المشهد، وانهالوا على الرجل بالضرب، كان الرجل سيلقى حتفه بين أيدي المنهالين عليه ضربا، لولا أن تم إنقاذه في اللحظة الأخيرة. وتمت الرأفة به فقط لأنه يعمل في المنطقة نفسها، ولأن أناسا يعرفونه حالوا بينه وبين من يضربونه، وحسب ما سمعناه، أن الرجل كان راكبا دراجته الهوائية، وأن الطفل مسك بمؤخرة الدراجة، فما كان منه إلا أن نزل منها، ليفعل ما فعله بالطفل".
وتابع شاهد العيان قائلا: "لهذا السبب فعل الرجل ما فعله، ولا يوجد سبب آخر، أيا كان السبب، إنه طفل، حتى لو قام بالسرقة، فلا يحق لأحد ضربه بهذا الشكل، الفضل لله أن الطفل محظوظ، لأنه تلقى الضربة من جهة الصدر، ماذا لو كان تلقى الضربة من جهة الرأس، لكان الآن في العناية المشددة بسبب نزف في الدماغ لا قدر الله".
ويقول شاهد آخر: "علمنا أن الرجل الذي قام بضرب الطفل، يعمل كبائع جوال، يبيع الأرز المطهي، عندما تنظرون إلى الأمر من جانب عاطفي، فهو طفل، قد يكون سوريا، وقد يكون من عرق آخر، ولكنه يبقى في النهاية طفلا، وما قام به الرجل ليس صحيحا أبدا، الفضل لله أن الولد لم يتأذّ، العاملون جميعهم أبدوا انتقادهم، وقاموا بما يجب أن يقوموا به، ولو أن هذا الأمر حدث مرة اخرى، سيبدي الأناس التصرف نفسه".
ومن جانبه أفاد والي إزمير "مصطفى توبراك" بأنه شاهد التسجيل المصور بحزن شديد، فقال: "لا يمكن قبول ما حدث أيا كان السبب، ولا يمكن أن نرضى بمثل هذا الفعل، أعطينا التعليمات اللازمة لقوى الأمن لإلقاء القبض على الرجل الذي قام بضرب الطفل، وذلك بأسرع وقت ممكن، فقد شاهدت التسجيل المصور بحزن شديد، سنبدأ بالتحقيقات اللازمة في القضاء".
وحسب صحيفة "حرييت" أنه تم إلقاء القبض على الرجل، واسمه "موسى د" يبلغ من العمر 35، وتم سوقه إلى فرع الأمن لبدء التحقيقات معه.
وفيما يلي أبرز ردود الأفعال للمواطنين الأتراك على التسجيل المصور الذي نشر على موقع التواصل "يوتيوب":
تقول "كيميا هاتون" : كيف لي أن أتمالك نفسي من الدعاء على مثل هذا الرجل الذي ليس فيه من الوجدان الإنساني شيء".
وتقول غونجا غولتيكين: "من الممكن أن يكون هذا الطفل سرق، ومن الممكن أن يكون شتم الرجل، أيا كان السبب، فلا يحق لأحد أن يضرب الطفل بهذا الشكل، من قام بمثل هذا الفعل لا يمكن أن يكون بشرا".
وعلق آخر: "أسأل الله أن يعافي أيدي كل من قام بضرب الرجل، وأن يمدهم بالقوة، أيا كان عرقه، وأيا كانت جنسيته فلا يحق لأحد أن يفعل هذا بطفل، وأسأل الله بالعقاب العاجل لذلك الرجل".
وتقول نورجان: "إن ما قام به الرجل، لن يُمسح من ذاكرة الطفل، لعن الله ذلك الرجل، فلا يمكن ضرب الطفل بهذه الطريقة، إنه بكلمة وحيدة، عديم الشرف والأخلاق".
ويقول شرف باشير: "آه لو كنت مكان وقوع الحادثة، لأخذت بالرجل ورميته أرضا، ثم أدرك أنني لم أشفِ غليلي، فآخذه مرة أخرى، وأرميه أرضا، وهكذا إلى أن أقضي علي عديم الشرف، بشكل نهائي".
وتقول أهو باسشا: "إن تركيا ستبقي أبوابها مفتوحة أمام المظلومين الفارين من الحروب، كنا كذلك أيام السلاجقة، ومن ثم أيام العثمانيين، والآن كذلك الأمر، سنمد لهم يد العون دائما، ومن لم يعجبه هذا فليرحل هو من تركيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!