طلال النبيه – ترك برس
حينما تتجول بالحارات الفلسطينية القديمة، وتشاهد المعالم الأثرية القديمة العريقة، تشعر وكأن ساعة الزمن ترجع بك للخلف إلى أن تصل للقرون العثمانية، لتعيش حياتهم عبر إرث تاريخي وحضارة غاية في الاتقان لتعبر عن روعة في الهندسة المعمارية الإسلامية.
وتتنوع الآثار العثمانية في ضواحي ومدن فلسطين، لنصحبكم بسلسلة الآثار التاريخية العثمانية الفلسطينية، لنسلط الضوء من خلال موقع ترك برس، على عظمة الحضارة العثمانية في الأراضي الفلسطينية، والتي ما زالت معالمها شاهدة، على عمق الارتباط التاريخي والعلاقات الوطيدة بين عراقة الحضارة التركية العثمانية، وبين قدسية الأراضي الفلسطينية.
وأولى الآثار التي سنتحدث عنها ضمن سلسلة الآثار التاريخية العثمانية الفلسطينية، هو سبيل الرفاعية، الذي ما زالت تجري مياهه في حارات مدينة غزة القديمة، منذ سنة (976هـ/1568م)، ليكون احد أهم المرافق الخدماتية لسكان تلك الحارات، ليدل على مدى العمق التاريخي بين فلسطين وتركيا.
ويقع السبيل تحديدًا بحي الدرج "حي بني عامر قديمًا"، إلى الشرق من قصر الباشا الأثري، ليتم إنشاء سبيل الرفاعية بجواره على يد، بهرام بيك بن مصطفى باشا، في سنة (976هـ/1568م)، ويطلق عليه حاليًا اسم سبيل الرفاعية نسبة إلى (رفعت بيك الجركسي) والذي قام بتجديده وترميمه سنة (1278هـ /1861م).
وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني تم تجديد السبيل مرة أخرى سنة (1318هـ /1900م)، لتشهد على هذا التجديد أبيات شعرية نقشت على جدران السبيل، وتعلوها طغراء عبد الحميد الثاني.
وقد بني السبيل من الحجر الرملي الصلب، وشكله الهندسي المعماري عبارة عن عقد مدبب على جانبيه مكسلتان، وبينهما ثلاث فتحات بارزة للمياه في وسط إطار مربع، وكانت تلك الفتحات مزودة بأقصاب لسحب الماء من حوض السبيل لإسقاء الناس.
ومن الأسماء التي عرف بها السبيل، "سبيل البرج" نسبة إلى برج المراقبة والدفاع للجيش العثماني بني بجواره قديمًا، ليكون بذلك أحد أهم وأقدم الأسبلة العثمانية في المنطقة.
ومما زاد السبيل أهمية أنه يتميز موقعه بوجوده في وسط وقلب البلدة القديمة بمدينة غزة، والتي تحتضن بين حاراتها أماكن تاريخية ومعالم أثرية عريقة، اهمها المسجد العمري الكبير وقصر الباشا، وحمام المسرة، وسوق القيصرية.
وعلى خطى السلطان عبد الحميد الثاني، وضمن سلسلة الحفاظ على الآثار العثمانية الفلسطينية، قامت وزارة السياحة والآثار وبدعم كريم من مؤسسة التعاون التركية "تيكا"، خلال الأشهر الماضية، بإعادة تأهيل وتجديد السبيل على الطراز القديم الأثري، لتبقى العلاقات التركية الفلسطينية، لتبقى محافظة على نهج الأجداد في الحفاظ على المعالم الأثرية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!