عبد الغني الأحمد - خاص ترك برس

يبدو أن قادة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (pyd) لا زالوا ثملين من كأس الفودكا التي ما لبثوا أن ارتشفوا أول رشفة منها حتى هبوا، وقاموا ليعلنوا كيانًا يقضي بإقامة نظام اتحادي فيدرالي للمناطق التي تسيطر قواتهم عليها.

هذا القرار جاء بعد التدخل الروسي في الحرب السورية، والذي أثر إيجابا على الحزب الكردي، ومنحه لحظة حقيقة في حلم مستحيل، وعلى الرغم من أن هذا الإعلان لا يعني شيئًا لعدم وجود موافقة دولية واضحة، فلا أمريكا باركت ،ولا إيران وافقت، واجتمع كل من المعارضة والنظام على رفض هذا القرار.

إلا ان الحزب لا يزال غارقًا في حلمه بإقامة حكم مشابه في جنوب شرقي تركيا.

لكن الوضع في تركيا مختلف تمامًا، فقد فشل الانفصاليون بتقسيم تركيا عندما كانت في أوهن حالاتها إبان الحرب العالمية الأولى حيث قام أتاتورك بتوقيع معاهدة لوزان التي نصت على وحدة الشعبين الكردي والتركي، وعلى وحدة تركيا، وقد تلت تلك المحاولة عدة محاولات باءت كلها بالفشل وذلك لانها حركات انفصالية تهدف إلى تفتيت النسيج الكردي التركي.

وتتمتع تركيا اليوم بلحمة وطنية قوية تنبذ كل أشكال التقسيم والتفريق، وقد امتلكت تركيا علاقات قوية مع إقليم  كردستان العراق إلى درجة التحالف، وهذا ما يُضعف حلم حزب الاتحاد الديمقراطي الذي لا يمتلك قاعدة شعبية لا عند شعب كردستان ولا عند حكومته.

وقد عمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تحييد الأكراد عن الصراع الدائر بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب التركية.

وكما قصفت تركيا مواقع حزب العمال في العراق وسوريا فهي مستعدة للضرب بيد من حديد كل من يتجرأ على تقسيم تركيا.

ولتقسيم أي دولة يجب توافر عدة شروط أهمها أن تكون الدولة منهارة اقتصاديًا ومعزولة سياسيًا ومنهمكة عسكريًا، وهذا ما لا يتوفر في تركيا مما يجعل مشروع الفيدرالية أضغاث أحلام.

عن الكاتب

عبد الغني الأحمد

كاتب سوري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس