ترك برس
أفاد الرئيس التركي السابق، عبد الله غُل، أن التطور الذي تشهده العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية، قد بني على أسس متينة، مبديًا امتنانه لهذه التطورات، ومؤكدًا أنه لم يكن هناك تنافس بين البلدين في أي وقت من الأوقات، حتى عند حصول المقاربات المختلفة لبعض القضايا.
وقال غُل في حوار أجرته صحيفة "الشرق الأوسط" معه، الخميس، "أوليت اهتماما كبيرا في جميع المناصب التي توليتها للعلاقات بين المملكة العربية السعودية وتركيا، وزيارة خادم الحرمين الشريفين باعتبارها زيارة رسمية لتركيا تكتسب أهمية كبيرة جدا في تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين الشقيقين بعد نوع من الجمود الذي ساد بعض العلاقات بين البلدين".
وأشار إلى أن "حكمة خادم الحرمين الشريفين وتوجهاته إلى العمل الجماعي، وأيضا تطوير العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، كان عاملا مهما جدا. وزيارته الرسمية لتركيا ومشاركته في قمة منظمة التعاون الإسلامي أمر مهم جدا، رحبت به كثيرا وسررت لهذا التطور الكبير".
واعتبر أن "السعودية هي أكبر رقم في المعادلة في دول الخليج العربي، وبين الدول العربية، من هذا المنطلق لها أهمية كبيرة، وعلاقات تركيا مع المملكة أراها متنامية ومطردة"، مشيرًا إلى أنه "أثناء تولي رئاسة الجمهورية، زارنا المرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز، مرتين، وقد قدمت الدعوة في تلك الفترة للملك سلمان عندما كان وليا للعهد، وزارنا، وتم التوقيع على كثير من الاتفاقيات، سواء في الشؤون الاقتصادية أو التصنيع العسكري أو الصناعات الدفاعية، وانطلقت هذه المبادرات كثيرا".
وفي ردّه على سؤال حول رأيه بالتطور الحاصل في العلاقات، أوضح غُل أن "التطور الذي يحصل حاليا قد بني على أسس متينة حصلت في تلك الظروف، من هذا المنطلق أنا ممتن جدا لهذه التطورات الكبيرة جدا في العلاقات بين البلدين الشقيقين".
وحول نظرته لمستقبل العلاقات التركية السعودية بعد هذه التطورات والانفتاح الكبير، لفت غُل أنه "يمكن تطوير هذه العلاقات وتنميتها أكثر وأكثر. فالبنية الحقوقية والبنية الخلفية الأساسية لهذه العلاقات المتنامية قد بدأت واستكملت في فترة وجيزة، وهذه التطورات التي تحصل هي أيضا إضافات ممتازة سواء بالنسبة للشؤون الاقتصادية أو التصنيع العسكري".
وأضاف "كما تعلمون فقد وقعت اتفاقيات في تلك الفترة، بالنسبة للتدريب العسكري بيننا وبين السعودية، والتعاون في الصناعات الدفاعية واتفاقيات استراتيجية أخرى".
ولدى سؤال فيما إذا كانت العلاقات بين البلدين انتقلت إلى مرحلة التحالف والتكامل، ردّ غُل قائلًا: "في الحقيقة لم يكن هناك تنافس في هذا الموضوع ولا بالنسبة لأمور المنطقة، ولكن قد تكون هناك مقاربات مختلفة حصلت في بعض الظروف. من هذا المنطلق رأى البعض أن هناك نوعا من التنافس، لكن لم يكن هناك تنافس إطلاقا، بل على العكس كانت هناك مقاربات جيدة بين البلدين بشكل خاص".
وتابع بالقول، "صحيح أن هناك بعض الفتور الذي نشأ بسبب بعض وجهات النظر المختلفة لقضايا سياسية معينة، ولكنني ممتن جدا لأن هذه النظرة قد مسحت من الوجود، وأتصور أن الجميع أدرك أن الخيار البديل هو التعاون وعلاقات الود والصداقة، وهذا أمر يفرحني جدا".
وعن نظرته إلى المخاطر التي تحيط بدول الخليج ومسألة التدخل الإيراني، قال: "كانت هناك مرحلة حصل فيها حالة من عدم الاستقرار بين بعض الدول العربية، وبهذا السبب كان هناك توجسات معينة أيضا بالنسبة لموضوع الاستقرار والتهديدات الخارجية الموجودة، هذا شأن تراه بعض الدول صحيحا من منظورها، وهناك مقاربات أخرى قد تحصل في هذا الموضوع".
وتابع "صحيح أن هذه الدول قد شعرت بمخاطر معينة، ولكنني بعد الاتفاق النووي مع إيران وبعد تصالح الإيرانيين مع الغرب أرى أنه يجب أن تنعكس هذه المسائل على موضوع الاستقرار بهذه المنطقة وعدم وجود تهديدات خارجية لجميع دول هذه المنطقة".
وكان العاهل السعودي وصل العاصمة التركية عصر الإثنين الماضي، وأستقبل من قبل أردوغان في مطار "أسن بوغا" بأنقرة ، وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو وعدد آخر من المسؤولين الأتراك، حيث أقيمت مراسم رسمية لاستقباله.
وعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، جلسة مباحثات رسمية، في القصر الرئاسي بأنقرة، أشارا خلاله إلى أهمية استمرار اللقاءات بين البلدين في مختلف المجالات لما فيه تحقيق المصالح المشتركة، مؤكدان بأن المباحثات ستفضي إلى نتائج مثمرة ترسخ العلاقات الاستراتيجية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!