محمد عمر زيدان - خاص ترك برس
وكما هي العادة في القمم العربية والمؤتمرات الإسلامية خرج بيان قمة التعاون الإسلامي 13 على عكس ما هو متوقع منه، في الوقت الذي كانت الشعوب الإسلامية المقهورة تنظر إلى هذه القمة نظرة أمل وتفاؤل خيب البيان أملها، وكالمعتاد فقد أصيبت الشعوب الإسلامية عامة وبلاد الربيع العربي خاصة بانتكاسة جديدة تضاف إلى انتكاستها السابقة، وبينما كان السوريون يتوقعون من قمة هذا العام قرارات أشد حسمًا من القرارات والمواقف السابقة في ظلّ ما تشهده الساحة السورية من ويلات ومصاعب وأزمات.
لا أقل من تعليق عضوية الدولة الفارسية من هذه المنظمة الإسلامية ولا سيما بعد كل هذه الجرائم التى ارتكبتها الدولة الفارسية من بحق أكثر من بلد من بلدان المنظمة كالبحرين ولبنان و أذربيجان واليمن وأخيرًا وليس آخرًا سوريا التى مارست هذه الدولة اللاإسلامية جميع أنواع العربدة العسكرية فيها واليوم ومن خلال هذه المنظمة تمارس العهر السياسي فقد ساهمت هذه الدولة بقتل نصف مليون مسلم سوري وتهجير أكثر من 7 ملايين إنسان وغيّبت بالسجون عشرات الآلاف واليوم تدّعى الإسلام أي إسلام هذا أم دين الجاهلية يبغون، وما الصورة الإسلامية التي تقدمها الدولة الفارسية للعالم بانتهاكها هدف من أهم أهداف هذه المنظمة ألا وهو "حماية صورة الإسلام الحقيقي وتشجيع حوار الحضارات والأديان" هل صورة الإسلام الحقيقي بالقتل والتهجير والتدمير وانتهاك القوانين الدولية والأعراف الإنسانية ومعاداة بلدان الجوار هل دعم الأرمن على حساب إخوانهم في الدين والمذهب (الشيعي) هو الإسلام أم أن المصالح والسياسة تطغى على الدين والأخلاق ولهذا على الدولة الفارسية مغادرة هذه المنظمة غير مأسوف عليها.
ولو أن هذه المنظمة فعلًا أرادت تقديم صورة حقيقة للإسلام والمسلمين فيجب عليها أولًا التنصل من جميع أفعال وجرائم الدولة الفارسية ومن ثم الضغط عليها لتقديم اعتذار رسمي وإعلان التوبة عن كل ما اقترفته أيديها الآثمة، وإن لم تفعل ذلك فيجب على المنظمة عزلها دوليًا وإسلاميًا وإذا أمعنا النظر في جميع المصائب والويلات التي أصابت العالم الإسلامي فلا بد أن يكون للدولة الفارسية يد فيها.
ولكن للأسف تبخرت أحلام السوريين إبان إعلان البيان الختامي للمنظمة وخاصة بعد استخدام عبارات فضفاضة اعتاد السوريون سماعها منذ نعومة أظفارهم هي نفس العبارات التي كان يرددها حزب البعث بعد كل عدوان إسرائيلي على سورية (ندد واستنكر واستهجن وشجب وسنرد بالوقت المناسب). وهذا ما حدث اليوم فسوريا التي تنتمي لربع سكان العالم من المسلمين لم يستطع هذا الربع مساعدة سوريا من التخلص من حاكم فاجر، وكما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حماه الله وسدد خطاه لما قدمه للسوريين في بلاده من تسهيلات لا يعقل أن يكون ربع سكان العالم من المسلمين وليس لهم مقعد دائم في مجلس الأمن ولكن ما جدوى أن يكون ربع سكان الكرة الأرضية مسلمين ولا يملكون قرار السلم والحرب ولا يستطيعون رفع الظلم عن أنفسهم وإخوانهم إلا بقرار صليبي أممي كل يوم نتبجح ونقول نحن المسلمون ونحن… ونحن… ومن ثم ننسى ونتناسى أن الأمة الصليبية هي من تتحكم بهذا الكون ما الذي ينقصنا هل العقيدة أم الإيمان أم الرجال أم المال كل ذلك متوفر ولكن جل ما ينقصنا الإرادة الصادقة والعزم والثقة بأنفسنا وقدراتنا.
وعلى كل حال اختتمت منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت بإسطنبول نيسان/ إبريل 2016 أعمالها بمشاركة 57 دولة إسلامية ببنود لا ترتقي إلى المستوى المأمول منها بشأن الواقع السوري وكان الكلام مكررًا منذ اندلاع ثورة الكرامة السورية وكان من ضمن البنود أن المنظمة تدين التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنظمة البحرين واليمن وسوريا والصومال، كما تضمن دعمًا لتسوية الأزمة السورية وفق بيان جنيف 1 والعمل السياسي برعاية الأمم المتحدة لتحقيق انتقال سياسي يقوده السوريون، دعوة المجتمع الدولي وأعضاء دول المنظمة لدعم اللاجئين السوريين والدول المستضيفة بالسرعة الممكنة، إدانة حزب الله لقيامه بإعمال إرهابية في سورية واليمن والكويت والبحرين ودعمه حركات إرهابية تساهم بزعزعة أمن واستقرار الدول الأعضاء.
ولكن ما انعكاسات هذه القرارات على السوريين وهل نظر إليها السوريون بإيجابية أم بسلبية، حقيقة لاقت القرارات تهكمًا شديدًا في الشارع السوري بحيث قال إن القرارات عظيمة إذا طبقت يمكن أن يرفع الظلم عن السوريين!! هل هذا هو المأمول من ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة؟، أم هو المأمول من أمة الملياري مسلم أين استخدام أسلحتنا الاستراتيجية كالنفط ورقة ضغط على العالم؟ أم أننا سنبقى غثاء كغثاء السيل؟ وأخيرًا لا يسعنا إلى أن نقول لأفراد شعبنا لا يمكن الاعتماد لا على القريب ولا على الغريب ولكن يمكننا الاعتماد على الله أولًا وعلى سواعد ثوارنا ثانيًا عاشت ثورتنا حرة أبية منتصرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس