محمد حامد - خاص ترك برس
في مطلع الشهر الحالي اندلعت معارك عنيفة بين الجيشين الأرميني والأذري استمرت لأربعة أيام أسفرت عن مقتل 64 شخصا في أسوأ أعمال عنف تشهدها منطقة ناغورنو قره باغ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان منذ توقيع الهدنة بين البلدين في عام 1994.
وتعليقا على تجدد الصراع بين البلدين نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت يوم الأحد الماضي، تقريرا أعدته فارا ميخالين وجاليا ليندينشتراوس الباحثتان في معهد أبحاث الأمن القومي تناولاتا فيه الدور التركي الروسي في الصراع. وبحسب الباحثتين فإن تركيا لديها قدرة كبيرة لا يستهان بها على التأثير في تطورات الصراع بين أرمينيا وأذربيجان بوصفها حليفا قويا لأذربيجان، ونظرا لعلاقتها المعقدة مع أرمينيا، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن تركيا ستقف مع أذربيجان في حربها العادلة حتى تعود الأرض لأصحابها الحقيقيين.
وعلى الرغم من التصريحات التركية النارية، تقول الباحثتان، فإن تركيا ترى الصورة الأوسع، والعلاقة بين هذا الصراع ومواجهتها مع روسيا منذ إسقاط المقاتلات التركية لطائرة السوخوي الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وتدرك تركيا جيدا أن عضويتها في حلف شمال الأطلسي الناتو تمثل عنصر ردع لروسيا في حال تفكيرها بشن عمل عسكري ضد تركيا.
أما بالنسبة لروسيا فترى الباحثتان أنها لم تكن معنية باشتعال الجبهة الأرمينية الأذرية بسبب علاقتها بكلا البلدين، يضاف إلى ذلك أن الحذر الروسي يرتبط أيضا بالساحة الدولية، فأي تدخل روسي في الصراع لا يخدم مصالحها في وقت ترغب فيه في إنهاء عزلتها الدولية، وقد أوجدت الأزمة السياسية في أوكرانيا خيبة أمل لدى الدول الغربية من روسيا، وزادت من احتمال فرض مزيد من العقوبات عليها.
ورغم ذلك تشير الباحثتان إلى أن روسيا قد ترغب في المستقبل في إشعال الصراع بين أذربيجان وأرمينيا إذا شعرت أنه لم يحدث اختراق للعزلة الدولية المفروضة عليها، ولم يخفف الضغط الاقتصادي الذي تتعرض له، وفي هذه الحالة ستبحث عن ساحة أخرى للمواجهة مع الغرب قد تكون إقليم ناجورنو قرة باغ الذي يقع في الساحة الخلفية للناتو، وعندئذ ستكون روسيا مستعدة لزعزعة التوازن في جنوب القوقاز رغم كل الآثار المترتبة على هذه الخطوة.
ومع تزايد التصريحات عن قرب التوصل إلى اتفاق تسوية بين تركيا وإسرائيل خلال الأسابيع القادمة ما يعني توصل الجانبين إلى صيغة توافقية لرفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، كتب عكيفا إلدار لموقع يسرائيل بولز تحت عنوان "غزة كبش فداء" تطرق فيه إلى معاناة مليوني فلسطيني داخل القطاع جراء الحصار، وزيادة المعاناة بعد العدوان الإسرائيلي في صيف عام 2014، داعيا إلى أن يكون رفع الحصار عن غزة في إطار حل شامل للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية.
وكتب إلدار أن رفض حكومة نتنياهو إجراء مفاوضات بشأن مستقبل الضفة الغربية والقدس الشرقية، الأمر الذي يتطلب تجميد الاستيطان، جعل الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة مشكلة إسرائيلية.
ورأي إلدار أن استمرار الحصار يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة، ويزيد من حدة الانتقادات الدولية، ويلحق الضرر بالعلاقات مع تركيا، كما أن رفع الحصار دون تحقيق انفراجة في في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول مستقبل الاحتلال من شأنه أن يعزز مكانة حماس في الغرب، ويفاقم من حدة الانتقادات الدولية على إسرائيل، ويضر بعلاقات إسرائيل مع مصر.
وخلص إلدار إلى أنه في كلتا الحالتين لا يمكن أن تستمر إسرائيل في أكل كعكة الاحتلال، وتحتفظ في الوقت نفسه بمصالحها كاملة.
ومع زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لتركيا، وقرارات مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي التي أدانت التدخل الإيراني في المنطقة، تزايد الحديث في الصحف الإسرائيلية عن تكوين تحالف سني تقوده تركيا والمملكة العربية السعودية في مواجهة التحالف الشيعي الذي تقوده إيران، على أن تلعب مصر دورا في هذا التحالف بعد مصالحة مصرية تركية بوساطة سعودية.
وفي هذا السياق رأى خضر سواعد المحاضر في قسم العلوم السياسية بجامعة حيفا في مقابلة مع موقع العين السابعة أنه عندما تتحد مصر والسعودية وتركيا من جديد سيعاد تكوين نفس المحور السني بين أكبر دول من حيث السكان ومن حيث القوة العسكرية فضلا عن الدعم الاقتصادي القوي من جانب السعودية. وعندئذ من الممكن القيام بعمل لردع المحور الشيعي الذي تقوده إيران، ولكن قبل تكوين هذا التحالف سيتوجب على السعودية أن تلعب دور الوسيط بين مصر وتركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!