ترك برس
طلبت بلجيكا على لسان وزير الداخلية جان جامبون يوم الخميس توقيع اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي لرصد تحركات المقاتلين الأجانب، وذلك في تصريح له بعد لقاء المجلس الأوروبي لوزراء العدل والداخلية. وأضاف جامبون أن الأشخاص الذين تم إبعادهم ينبغي إعادتهم إلى بلادهم، في إشارة إلى إبراهيم الباكوري أحد مرتكبي تفجيرات بروكسل الذي تم إبعاده من تركيا في حزيران/ يونيو الماضي بعد الإمساك به قرب الحدود التركية السورية.
وكانت تركيا قد أرسلت المواطن الأوروبي، الباكوري إلى هولندا بدلًا من بلجيكا. وفي 23 آذار/ مارس بعد تفجيرات بروكسل، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا أبعدت أحد المهاجمين المتورطين في الهجمات في حزيران 2015. وقد أسفرت الهجمات عن قتل 32 شخًا على الأقل وإصابة 100 آخرين في عدد من الهجمات في مطار زافنتم ومحطة للقطارات في بروكسل. وذكرت وكالة أنباء مرتبطة بتنظيم الدولة "داعش" أن التنظيم تحمل المسؤولية عن الهجمات. وقد عرض وزيرا الداخلية والعدل البلجيكيين جامبون وكوين غينز استقالتهما، إلا أن رئيس الوزراء تشارلز مايكل رفضها.
وكانت الحكومة البلجيكية أقرت بأخطائها في منع حدوث هجمات بروكسل. وصرح غينز بأن الأمن البلجيكي "كان ربما ينبغي عليه أن يكون أكثر حسمًا بشأن المكان الذي تم اعتقال الشخص فيه"، في إشارة إلى الحدود التركية مع سوريا. وقال: "عندما يُعتقل أحدهم في مدينة لا يعرفها إلا عدد قليل، فإن من الواضح للمُطّلعين بأن هذا الشخص ربما يكون إرهابيًا".
وقد واجهت السلطات البلجيكية انتقادات حادة على المستوى المحلي والدولي لعدم قيامها بما يكفي لمنع حدوث مذبحة 22 آذار بعد ظهور ارتباطات واضحة بين مهاجمي بروكسل والمتطرفين الذين يقفون خلف هجمات باريس الإرهابية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
كانت الحياة في بلجيكا قد تأثرت بعمق بسبب الهجمات. انتشر آلاف الجنود في الشوارع وعدد من محطات المترو وظل المطار مغلقًا. وألغيت مباراة وديّة لكرة القدم بين المنتخب البلجيكي والبرتغالي، ونُصح الأهالي بعدم الخروج، وحذّرت عدّة دول بما فيها تركيا وإسرائيل مواطنيها من زيارة البلاد ونصحت مواطنيها الموجودين فيها بالمغادرة.
أرسلت الهجمات موجات ارتدادية في أنحاء أوروبا وحول العالم، مع تسابق السلطات لمراجعة الإجراءات الأمنية في المطارات والمواصلات العامة وتأجّج النقاش حول التعاون الأمني الأوروبي وأدوات الشرطة. ألغى رئيس الوزراء البلجيكي رحلة إلى الصين واجتمع مع حكومته المصغرة لمناقشة الأمن. اتُّهِمت السلطات البلجيكية بتجاهل المسلمين والفشل في مساعدتهم على إيجاد فرص عمل لحمايتهم من المتطرفين الذين يسعون إلى تجنيد الشباب اليائسين. وصلت البطالة بين الشباب إلى حوالي 40 بالمئة في بعض المناطق في بلجيكا. يقول الخبير في مكافحة الإرهاب ريك كولسات: "يبحث الشباب عن شبكات تلائمهم وتتقبّلهم، بسبب صعوبة الاندماج في مجتمع مُعادٍ"، مضيفًا أن "أنشطة العصابات والمقاتلين الأجانب تجري على هامش البيئة المحلية حيث ترعرع هؤلاء".
على بُعد بضع كيلومترات من مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، ولكن على بُعد آمن فعليًا، أصبحت منطقة مولينبيك على الجانب الأفقر من المدينة مكانًا يصعب تعقّب المقاتلين فيه. كان عبد السلام قادرًا على الاختفاء بحماية عائلة وأصدقاء وبعض المجرمين لأربعة أشهر في الشوارع الخلفية لمولينبيك، التي يشكل المسلمون 80 بالمئة من السكان في بعض نواحيها. تعود بعض مشكلات هذه المنطقة إلى سبعينيات القرن الماضي في وقت كانت فيه بلجيكا قوة صناعية كما هي الآن، حينما سعت بلجيكا لشراء نفط أرخص من المملكة العربية السعودية مقابل استقبال شيوخ للمساجد مدرّبين في دول الخليج العربي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!