أكرم كيزيلتاش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
نحتفل في الثالث والعشرين من نيسان/ابريل بعيد الطفل، وفي الرابع والعشرين من ذات الشهر، نتابع ما يجري في البرلمانات الغربية التي تبحث ما جرى للأرمن قبل 100 عام، هل هو "إبادة جماعية" أم "كارثة مأساوية"، وما قام به شتات الأرمن من حراك واسع العام الماضي في الذكرى المئوية، أحدث ضجيجا واسعا على مستوى العالم، وهذا العام أيضا قاموا بنفس الحراك.
أصبح تاريخ 24 نيسان/ أبريل، يرمز إلى الأحداث التي تلت قيام الدولة العثمانية بإلقاء القبض على 2345 أرمينيا بدعوى "قيامهم بأنشطة وفعاليات ضد مصالح الدولة"، والأمر هنا يكمن في أنّ شتات الأرمن وكذلك المدافعين عن وجهة نظرهم، يعتقدون بأنّ الدولة العثمانية استيقظت في الصباح الباكر وقررت بدون سابق انذار أنْ تلقي القبض على هؤلاء، وتقوم بعملية التهجير لاحقا، وهم بكل تأكيد يقصدون عدم الدخول في تفاصيل وحيثيات ما حصل.
شتات الأرمن نفسه وكذلك المدافعين عن وجهة نظرهم يدركون أهمية معرفة الإجابة على سؤال "ماذا ولماذا حصل ذلك؟"، لكنهم يريدون من تركيا أنْ تعترف بارتكاب "إبادة جماعية" بغض النظر، ودون الالتفات الى التفاصيل وإلى الأسباب، ويقولون بأنّه كان يتوجب على الدولة العثمانية التي تتعرض لهجوم من الجهات الأربع أنْ تثبت خيانة هؤلاء، ولو سألنا الدول التي تدافع عن رواية الأرمن "ماذا تفعلون فيمن يخونكم من مواطنيكم وانتم تتعرضون لهجوم خارجي؟"، لتغاضوا عنه ولما حاولوا الإجابة عليه.
رسالة التعزية
في المراحل الأولى لبزوغ هذه الادعاءات، كانت الدولة التركية ترفض تماما هذه الأحاديث، لكن بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحُكم، بدأ هناك حراك بحثي واستقصائي واسع، وفي نيسان/ أبريل من عام 2014، نُشرت رسالة تعزية موقعة من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وهذا كان أول تطور حقيقي مخالف لما عهدناه على مدار تاريخ الدولة التركية المعاصرة.
بدأ اردوغان رسالة التعزية بقوله: "من المعلوم أنّ المرحلة الأخيرة من عهد الإمبراطورية العثمانية كان جميع المواطنين، بغض النظر عن دينهم وعرقهم، الأتراك والعرب والأكراد والأرمن وغيرهم من ملايين الموطنين في الدولة العثمانية، كانوا يعيشون أوضاعا صعبة للغاية"، وأضاف: "وتفهم الآلام التي عاشها الأرمن أيضا في تلك المرحلة ومشاركتهم فيها، هي وظيفة إنسانية. وفي هذا الإطار ستساهم الدراسات التاريخية التي يعكف عليها المختصون الدوليون والأتراك والأرمن في التأريخ، ستساهم في زيادة توضيح الحقائق التاريخية وفهم ما جرى". وأهم ما كُتب في رسالة التعزية هو التالي: "لا يمكن القبول بأنْ يتم استخدام أحداث 1915 كذريعة من أجل مهاجمة تركيا".
ولذلك يتوجب على الجميع أنْ يسألوا أنفسهم "لماذا وكيف حصل ذلك"، حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث، لأنّ عدم تكرارها مرتبط بفهم ما جرى بأدق التفاصيل، ومعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوثها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس