ترك برس
من المعروف أن لاعبي كرة القدم ومدربيها يحظون بقدر من الشهرة والمال كفيل بأن ينسيهم مشقة مهنتهم وعنائها، لكن تبقى مهنة حكام الكرة هي الأخف وزنًا على ميزان الشهرة والمال، والأثقل على ميزان الأعباء والمشقات والمتاعب في عالم الساحرة المستديرة, وقلة قليل من قضاة الملاعب من حققوا الشهرة التي يتمناها أي لاعب، وسجلوا أسماءهم في تاريخ كرة القدم في سجل الخالدين.
يعد الحكم التركي الشهير "جنيد تشاكير"، المولود عام 1976 في إسطنبول، من بين حكام النخبة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وفرض نفسه بقوة بفضل أداءه اللافت على مسؤولي التحكيم في الاتحاد الدولي لكرة القدم، فقد أدار عدد من المباريات في بطولات شهيرة مثل كأس العالم للشباب 2011 ومباراة نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا بين برشلونة وتشيلسي في العام 2012.
وجاء جنيد تشاكير في المركز الثالث لترتيب أفضل الحكام على مستوى العالم، والذي أصدره الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم، خلف كل من الإيطالي نيكولا ريزولي، والإنجليزي مارتن إتكنسون.
يتميز جونيت تشاكر بصرامته الشديدة في الملعب وعدم تردده في اتخاذ قرارات الطرد مهما كانت قيمة اللاعب أو المباراة، وظهر شغف الحكم التركي بإخراج الكروت الحمراء في عام 2011 في مباراة مانشستر سيتي ونظيره الأوكراني دينمو كييف في إطار مباريات دور الـ16 من منافسات اليوروبا ليج (الدوري الأوروبي)، حيث طرد اللاعب الإيطالي ماريو بالوتيلي من المباراة بعد تدخله العنيف على جوران بوبوف، ووصف مدرب مانشستر سيتي روبرتو مانشيني لاعبه بالغبي لتدخله المتهور وطرده من الملعب الذي كلف الفريق الخروج من البطولة.
وبفضل الأداء اللافت الذي يقدمه تشاكير فقد استعانت به بعض الاتحادات الأهلية من دول خارج الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لقيادة بعض المباريات الصعبة، وكان آخرها قيادته لمباراة قمة في الدوري السعودي لكرة القدم بين فريقي الأهلي والشباب، بناءً على توصية من رئيس لجنة التحكيم المركزي التابع للاتحاد السعودي لكرة القدم الإنكليزي "هاورد وب"، والذي وجّه دعوة خاصة لتشاكير من أجل قيادة المباراة.
وقد أعلن الاتحاد الأوروبي عن قائمة الحكام المكلفين بقيادة المباريات في نهائيات اليورو 2016 المقررة الصيف القادم في فرنسا، وتصدر تشاكير القائمة، ويؤكد مراقبون أن تشاكير سيكون له فرصة مهمة لقيادة مباريات في الأدوار المتقدمة في نهائيات اليورو، فقد سبق له أن كان حكمًا رابعًا في المباراة النهاية ليورو 2012 ببولندا وأوكراني بين إسبانيا وإيطاليا.
أما أهم المباريات التي كلف تشاكير بقيادته في العامين الماضيين فكانت نصف نهائي كأس العالم 2014 في البرازيل بين الطواحين الهولندية، وراقصي التانغو المنتخب الأرجنتيني، إضافة لقيادته نهائي أعرق البطولات الأوروبية وأمجدها دوري أبطال أوروبا 2015 بين السيدة العجوز يوفنتوس، والفريق الكتالوني برشلونة.
كما قاد مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بين الفريق الملكي رِيال مدريد ومضيفه مانشستر سيتي، ويتميز بندرة وقوعه في الخطاء؛ فعادة ما تكون قراراته صائبة، حتى ذهب مراقبون لتشبيه بالإيطالي الأشهر على مر التاريخ كولينا، ليفرض جنيد تشاكير نفسه على الساحة الكروية كأفضل حكم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!