بكر هازار – صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
لا تزال الألاعيب الدولية مستمرة في منطقتنا بكامل قوتها. ونحن مشغولون بمواضيع سخيفة داخلية مع حشود من المتفرجين على أولمبياد ألعاب القوى العالمية. بالإضافة إلى عدم وجود مفكرين بما يحيط بنا سواء في المعارضة أو في الإعلام. ولكن ما الذي تعنيه صواريخ الكاتيوشا المتساقطة على كيليس، ولحساب من يعمل كل من داعش وبي كي كي، وما الذي يحصل بين طهران والرياض، وكيف تأثرت أنقرة بانعكاسات هؤلاء، وكيف سُترسم الخرائط على الجزء السفلي من حدودنا، ومن يستخدم من، في ظل عدم توفر خادم ليستخدم. إذن من يفكر بهؤلاء؟
وفيما يتعلق بعقلية هؤلاء المصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم. يقول آدم: بدأت في السنوات الأخيرة بإظهار اهتمام كبير بخطوط الطاقة التركية... كما حاولت فرض هيمنتها في المنطقة التابعة لطهران، مما يعني مواجهة أنقرة صعوبات نتيجة ذلك. وستبذل إيران في ظل تصاعد قوتها السريع في السنوات القادمة طاقات جدية في مواجهتها لتركيا. لأن تقوية إيران، سوف تسبب حالة من الذعر في العالم الإسلامي. ولهذا السبب سيبحثون عن زعيم مُخلّص. وتعد أنقرة المرشح الأقرب لنيل هذا اللقب. كما يعد إيقاف طهران لأنقرة أمرًا مستحيلًا. وبالمقابل ستضطر واشنطن إلى الوقوف إلى جانب تركيا والقضاء على احتمال حدوث اتفاق بين أنقرة وإيران.
لأن تركيا تعد عازلًا مهمًا جدًا ضد الأطماع التوسعية للروس في الوقت نفسه. إلى جانب امتلاك أنقرة شبكة حلفاء واسعة على مساحة تمتد إلى القفقاس والبلقان وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط مؤخرًا.
كما أصبحت قوة مهيمنة باستمرار في البحر المتوسط، وسيستمر هذا الوضع نفسه في المستقبل. وخلال السنوات العشر القادمة سنبدأ برؤية تصاعد أنقرة كدولة مهيمنة وقيادية في المنطقة.
ولهذا ينبغي على واشنطن التقرب من أنقرة خلال هذه السنوات العشر. والكف عن الضغط الموجه لعرقلة تقدمها. وتوصل الرئيس الأمريكي إلى اتفاق مؤقت مع طهران... وبذلك ستنال طهران الجزء الذي تسعى إليه، ومنح واشنطن قسط من الراحة.
بالإضافة إلى فتح المجال لتكوين حليف وعداوة مشتركة من أجل المتطرفين المتدينين.مما يعني إدخال واشنطن منطقة شبه الجزيرة العربية ضمن النفوذ الإيراني. غير أن التوازن مهم جدًا. إذ ينبغي الحد من سيطرة هؤلاء مباشرة، دون إلحاق المنافس ضررًا بالرياض. ونتيجة لهذه الاستراتيجية سوف تعمل على تحقيقه وتصعيده من خلال قوة طهران. ولكن حتى لو نجحت بذلك فإن معادلة توازن القوى الموجود في المنطقة ستؤدي إلى لمعان نجم تركيا.
وبناءً على ذلك سيصبح توازن تل أبيب وطهران في مواجهة أنقرة القوية. وستؤمن استقرار شبه جزيرة العرب. وخلال يوم أو آخر سوف تتحدى أنقرة طهران، وسيظهر توازن قوى مركزي مجددًا، سيجلب الاستقرار إلى المنطقة. ولكن جورج فريدمان المحلل الاستراتيجي الأشهر لدى الولايات المتحدة الأمريكية أبدى اهتمامًا بحساسية إدارة واشنطن لهذه الأراء. وإن أتينا إلى العقلية الثانية المصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية... يقول آدم: إن دول آسيا الوسطى التركية كجزء من ميراث ثقافي والتي نالت استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي تنتظر أنقرة برغبة شديدة. كما أن الهدف الوحيد بالنسبة إلى موسكو هو احتكار الوصول مباشرة إلى صادرات الطاقة لدى هذه الدول... ولكن علينا أن لا نغض الطرف عن الدور الإقليمي المتصاعد لأنقرة.
وبذلك يمكن إيصال الغاز الطبيعي ونفط آسيا الوسطى إلى أوروبا مباشرة من خلال قناة بحر قزوين، وإقامة تعاون مع تفليس وباكو. بالإضافة إلى مواجهتنا الروابط الثقافية الموجودة بين شعوب آسيا الوسطى وشعوب المنطقة العثمانية كعامل استقرار لن تتخلى تلك الشعوب عنه.
كما تعد تركيا القوة الأهم التي ستؤمن الاستقرار في المنطقة. ودولة حيوية لا يمكن التخلي عنها بالنسبة إلى الغرب.
ولذلك ينبغي على أوروبا وأمريكا إبداء اهتمام كبير بهذا الموضوع. وقد علق البيت الأبيض على هذا الكلام العائد إلى المحلل الاستراتيجي بريجنسكي.
حيث تعمل كلا من أمريكا وأوروبا على الوقوف إلى جانب أنقرة ذات الأهمية الكبيرة وبخاصة في المساحة الممتدة من البلقان وآسيا الوسطى إلى أفريقيا. في حين كان الحكام في الماضي يواجهون رغبات أمريكا وألمانيا وطلبات الإنكليز بالموافقة بخوف ودون شروط.
كما كانوا يقررون بالنيابة عنا أي الأعياد التي سنحتفل بها. وكما يقول أردوغان "أننا نقف بشموخ ضد هؤلاء الحاقدين". ومما لا شك فيه أن الأمور لن تنتهي بمحادثات هاتفية، بل بإقامة طاولات للمساومة. ولن تخضع تركيا للأوامر بل ستسأل عن مكاسب الشعوب وما سيحل بها. وفيما يتعلق بصواريخ الكاتيوشا الملقاة من قبل داعش وإرهاب بي كي كي من أجل إضعاف أردوغان على طاولة المفاوضات. يعد إرهابًا عن بُعد، يقتولون ويفعلون ما يؤمرون به. غير أن تركيا تشهد تناميًا لدورها من أوراسيا إلى أفريقيا. إن أتى هؤلاء الجاهلون الموجودون في العالم للعزف وإثارة الضجة!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس