إردال تاناس كاراغول – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
أينما نحل ونحط زوارا ومسافرين كنا نرى تلك الأعين المهمومة والغارقة في أزماتها ومشاكلها وهي تمتلئ بالأمل المتوسم كل الخير في تركيا، لكن عندما أعود وأرى ما بحالنا أشعر بالأسى والحزن الشديد الممتلئ بالغضب، وفي هذه الأسطر القليلة سأوضح أسباب ذلك.
كلمة أردوغان
في لقاءات رئيس الجمهورية أردوغان بالأئمة والخطباء كان يقول لهم دائما "تركيا هي أمل العالم الإسلامي"، وعندما رأيت تلك الأعين الممتلئة بالأمل والحب والشوق وهي تنظر إلينا علمت حينها أن من لم يعقل هذه الحقيقة ويتصرف بأنانية هو شخص خارج عن النص ويستحق غضبي وامتعاضي. فهل حقا تركيا هي أمل الأمة، وهل نسي العارفون لهذه الحقيقة حقيقتهم؟ ففي لقائي بكثير من الأشخاص في العالم الإسلامي المترامي الأطراف رأيت أحلاما وحقائق كانت تُشعرني بالخجل.
لو عملنا مُقارنة!
عندما كانت تضرب صربيا بحممها على رؤوس البوسنيين خرج أحد قاداتهم وقال "أنتم أيها الأتراك سبب إسلامنا بقدومكم إلينا، فهل ستتركوننا الآن لوحدنا؟"، نعم لقد تم القضاء على هذا القائد ومن حوله بخطة دايتون وهو ما زال ينتظر التدخل التركي... لو تدخلت أنقرة بعلاقاتها الدبلوماسية ماذا كان سيحدث؟ لو أراد مسلم ألباني من كوسوفو أن يأتي ليتعلم الإسلام فانه سيُضحي ويُخاطر بحياته من أجل ذلك، ما موقف شيوخ ولحى الزور الذين يتمسحون بالدين عندنا منه؟
عندما تضرب إسرائيل بجنون وحمم طائرتها أهل غزة ويخرج الطفل الفلسطيني وهو يحمل العالم التركي، ماذا سيكون موقف الشاب الفلسطيني والصحفي الفلسطيني من تركيا حينها؟ وعندما يحمل طفل آخر سوري علم تركيا ويركض في شارع حلب التي ما زالت تنزف ثم يموت ويُكلم أب الطفل بحبيب قلبه، ماذا سيكون موقف أولئك المتنازعين على المناصب في تركيا إزاء تلك الجريمة؟ وماذا سيكون موقف ذلك المواطن التركي ذي الأصول الكردية الذي وقف مع حكومة بلاده ضد الإرهابيين في صور وجزري رغم هدم منزله وتشريده من بيته إذا تم ترك الأبواق السياسية المشبوهة وهي تنشر فسادها؟
انغلاق تركيا على نفسها!
سألت بروفسور في إحدى الجامعات الماليزية وقلت له: "كيف نستطيع أن نتجاوز أزمات العالم الإسلامي؟" فأجاب "نحن ننتظر الحل القادم من إسطنبول...". لو حضر هذا البروفسور والتقى بأساتذة وبروفسورات زملاء له في تركيا ماذا كان سيكون موقفه؟ إن توجه تلك العيون الممتلئة بالألم والأمل نحونا يشعرنا بالخجل بسبب انصرافنا نحو أنفسنا، فكيف يبرر أولئك المستغربون والمستقبلين بوجوههم نحو الغرب توجههم هذا متناسين ماضيهم وتاريخ أجدادهم الطويل؟
منتسبي حزب العدالة والتنمية بالهوية دون المضمون
ما خطب أولئك القوم الذين يرفضون أحلاما تعلقت بهم؟ لماذا يتركون شمعة أردوغان التي أشعلها وأعلن من خلالها بأن إسطنبول ستعود من جديد كأمل للأمة الإسلامية؟ وكيف يرون أنفسهم وهم مستدبرين كل تلك الحقائق ومقبلين على الغرب متناسين أن العالم الإسلامي كان وما زال عمودهم الفقري؟ هل جهل بعض منتسبي حزب العدالة والتنمية هذه الحقائق أم أنهم يتجاهلونها ولا يريدون أن يفقهوها؟
حقيقة مسلم بها تقول بأن تركيا هي أمل العالم الإسلامي وإن حمل هذه الأمانة واقع على أكتاف ثلة القيادة، وفي حال نقض أي أحد منهم امانته فإنها ستعود عليه لعنة ووبال في الدنيا قبل الآخرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس