ترك برس
أفاد الكاتب والمحلل السياسي التركي، محمد زاهد جول، أن "ما يحصل في تركيا الآن بالمختصر، هو مخاض ولادة نظام رئاسي وسياسي جديد".
جاء ذلك في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي في موقع التدوينات المصغرة، تويتر، في معرض تعليقه على إعلان داود أوغلو أنه لن يرشح نفسه لانتخابات رئاسة الحزب، وسيستمر جنديا في صفوفه.
وقال جول في تغريدة أخرى، إنه "عندما تولى أردوغان منصب رئيس الجمهورية باختيار مباشر من الشعب أصبح لدينا نظام نصف رئاسي وبات الآن نهاية فعلية لمنصب رئيس الوزراء تركيا".
و أشار جول إلى أنه "لا يمكن الحديث عن اختلاف حقيقي بين قيادات حزب العدالة والتنمية لكن من المؤكد أنها بداية لمرحلة انتقالية سريعة وضرورية بحسب رؤية أردوغان"، مبينًا أن "حزب العدالة والتنمية حزب مؤسساتي ولن يعرف خلافا داخليا"، مشيرًا إلى أن كلمة أحمد داود أوغلو كانت مطمئنة لأعضاء الحزب وأنصاره.
وشدّد جول على أن "المنطقة كلها مقبلة على تطورات وتغير جوهري لذا تحتاج تركيا نظاما رئيسيا يتحمل فيه الرئيس مسؤوليته التاريخية في تشكيل النظام العالمي الجديد".
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أعلن في مؤتمر صحفي -عقب اجتماع للجنة المركزية للحزب الحاكم- أنه لن يرشح نفسه لانتخابات رئاسة الحزب، وسيستمر جنديا في صفوفه، وأضاف أنه قرر تغيير منصبه لا رفقائه في الحزب.
في سياق متصل، شدد الكاتب والباحث في الشأن التركي سعيد الحاج، على أن داود أوغلو وأردوغان القويين في الحزب لا يختلفان على الرؤى والاستراتيجيات الداخلية والخارجية، ولكن الخلاف بينهما يكمن حول طريقة إدارة الحزب والحكومة، وطبيعة التنافس على النفوذ وآليات اتخاذ القرار، إذ إن النظام الدستوري الذي تطبقه تركيا يوجد مساحة للتعارض والتقاطعات التي قد تؤدي للصدام بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة.
ونوه في حديث لصحيفة "عربي21"، إلى أن أردوغان بطبيعة الحال استقال من الحزب بعد رئاسته للدولة التركية، ولكنه ما زال صاحب الحظوة والولاء، وله الدعم الكبير من المؤسسات العليا داخل حزب العدالة والتنمية، مشددا على أنه ما زال يريد أن تتم استشارته في كل صغيرة وكبيرة وهو الأمر الذي يصطدم بأوغلو صاحب الشخصية المستقلة.
وقال الحاج إن أوغلو اصطدم برغبات أردوغان خلال الفترة الماضية في عدة ملفات حول الانتخابات الداخلية للحزب والنظام الرئاسي واختيار الحكومة، وقد وصل الطرفان إلى طريق مسدود في إدارة الخلاف بينهما، وفشلت كل الوساطات لردم الهوة بينهما وهذا أدى إلى انسحاب أحمد داود أوغلو من مشهد الحزب بعدما رفض أن يكون مجرد رقم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!