محمود العبي - خاص ترك برس
كان لهجرة الأتراك إلى ألمانيا في منتصف القرن الماضي، فائدة كبيرة لمنتخب الماكينات الألمانية، بعد أن استقرت بعض العائلات التركية في ألمانيا لتقدم خدمة كبيرة لها، من خلال لاعبين مميزين كان لهم دور كبير في صنع تاريخ جديد للرياضة الألمانية بشكل عام، ولكرة القدم على مستوى الخصوص، أمثال "مسعود أوزيل" و"ألكايغوندغان" و"محمد شول".
وشهد الموسم الحالي من الدوري الانكليزي الممتاز البرمييرليغ تألقا واضحا للتركي الألماني مسعود أوزيل (27 عاما) لاعب أرسنال الإنجليزي مع ناديه بالدوري، واحتل المركز الثاني في البطولة خلف ليستر سيتي، الذي صنع معجزة في تاريخ البطولة الإنجليزية.
واستطاع أوزيل أن يكون أفضل لاعب في البرمييرليغ هذا الموسم من حيث التمريرات الحاسمة، التي أسفرت عن أهداف أو ما تسمى في لغة الكرة "أسيست"، فقد مرر 19 تمريرة، ليقترب من رقم الأسطورة الفرنسي تيري هنري، حامل الرقم القياسي في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل ممرر، حيث مرر في موسم واحد عشرين تمريرة حاسمة.
واستطاع أوزيل حسب موقع "إن تي في" الألماني أن يصنع 171 فرصة لتسجيل أهداف خلال مشاركته في 45 مباراة رسمية، وبلغت نسبة دقة تمريراته نحو 86%، وهي نسبة رائعة قياسا بلاعب في مركز صانع ألعاب، وخط وسط مهاجم.
ورغم أن أوزيل لم يسجل في تلك المشاركات سوى ثمانية أهداف، فإن جماهير أرسنال اختارت نجم المنتخب الألماني أفضل لاعب بالفريق هذا الموسم، متقدما بفارق كبير على أليكس سانشيز لاعب منتخب تشيلي، والإسباني هكتوربلرين، والفرنسي جيرو هداف الفريق، والإسباني سانتيغازول.
وصرح أوزيل في حديث نشره موقع الاتحاد الألماني لكرة القدم قرب نهاية الشهر الماضي بأنه "فخور بأدائه هذا الموسم، لكنه لا يضع قيمة للجوائز الشخصية، وإنما الأهم لديه دائما هو النجاح الذي يحققه الفريق".
وبات المدرب الفرنسي أرسين فينغر مدرب أرسنال في منتهى السعادة بتطور أوزيل، وقال عن لاعبه المحبوب "لقد أصبح لاعبا عظيما من خلال توليه المزيد من المسؤولية، وإظهاره قدرات في القيادة وتضحيته من أجل الفريق".
ويحتل أوزيل الفائز مع منتخب المانشفت باللقب الأهم بعد الفوز ببطولة كأس العالم في بلاد السامبا, المرتبة الثانية بين أغلى اللاعبين في المنتخب الألماني في الوقت الحالي، حسب موقع "تي في موفي" الألماني، حيث تبلغ القيمة السوقية للاعب خمسين مليون يورو، خلف متصدر القائمة توماس مولر، الذي تبلغ قيمته 75 مليون يورو.
وعلى صعيد المنتخب فإن العلاقة بين أوزيل ومدرب المنتخب الألماني يوآخيم لوف أكثر من جيدة، وهو أحد الأجنحة الرئيسية التي يعتمد عليها لوف في الفريق، فقد شارك معه في الفوز بمونديال البرازيل 2014، ومكانه محفوظ في يورو 2016 في فرنسا هذا الصيف، علما بأنه انضم إلى المنتخب الألماني أول مرة عام 2009.
وقال أوزيل في الحديث الذي نشره موقع الاتحاد الألماني لكرة القدم "لا يمكنني أن أتصور مدربا آخر لمنتخب ألمانيا غير يوآخيم لوف"، وتابع أوزيل أن هناك فارقا كبيرا بين وضع "المانشافت" قبل عشر سنوات ووضعه الآن، "اليوم العالم كله معجب بالمنتخب الألماني، هذا تتويج للعمل الجيد لسياسة الناشئين بالاتحاد الألماني لكرة القدم والمدرب لوف له نصيب كبير جدا في هذا التطور".
وكان لوف رفض فكرة انضمام أوزيل للمنتخب الألماني الأولمبي المشارك في أوليمبياد ريو دي جانيرو في أغسطس/ آب القادم، وقال إن المشاركة في ريو صعبة جدا نظرا لتركيبة المواعيد. ويقصد لوف أن الدورة الأوليمبية ستكون بعد أقل من شهر من نهاية كأس الأمم الأوروبية، التي يطمح إلى الفوز بها.
ويعد أوزيل نموذجا للاندماج في ألمانيا؛ فوالده مصطفى أوزيل جاء إلى ألمانيا من إحدى المدن التركية على ساحل البحر الأسود، ورزق بمسعود في مدينة غيلزنكيرشن عام 1988، ولفت أوزيل إليه الأنظار منذ نعومة أظافره، ولعب لناديي شالكه وفيردر بريمن قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد، ومنه إلى أرسنال ناديه الحالي، كما لعب لمنتخبي ألمانيا للناشئين تحت 19 و21 عاما.
ويفاخر أوزيل - أحد أبناء المهاجرين الأتراك - بأنه "يتمتع بثقافتين"، فهو يجيد اللغة التركية بشكل ممتاز، وأكد أكثر من مرة أنه بوصفه لاعب كرة قدم "اغتنم الفرصة" لكي يدمج الانضباط والتكتيك الألماني مع التقنية التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!