أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تم تسليم راية حزب العدالة والتنمية لبن علي يلدرم تبعا لخلفه أحمد داود أوغلو، ومعها بدأت مهمة تشكيل الحكومة التي ستتسلم ملفات داخلية وخارجية كثيرة ومعقدة. بن علي يلدرم الذي يتميز بالجد والاجتهاد سيتسلم ملفات خارجية إقليمية وعالمية، فمن العلاقات مع أوروبا إلى أمريكا وصولا إلى الشرق الأوسط بسوريا وليبيا واليمن والعراق وداعش وحزب العمال الكردستاني والصدام السعودي الإيراني والتطبيع مع إسرائيل، كل هذه وغيرها الكثير تنتظر الحكومة القادمة بقيادة بن علي.
ستكون المواجهة ضد سياسيات أوباما ونتائجها في المنطقة هو التحدي الأكبر الذي سيواجه الحكومة القادمة، ففي الأشهر القليلة القادمة وبعد سابقه بوش سيترك أوباما العالم والشرق الأوسط في أزمات وصراعات أكبر بكثير مما كان بوش الابن قد تركنا عليها، فالإرهاب والمعاناة والظلم الذي تركه سيحتاج منا 10-20 سنة على الأقل في مواجهته. لكن الأمر الأكثر خطورة هو سياسات الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة والواضحة في تحالفها مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي رغم المعارضة والسخط التركي، وفي هذا الملف أرى أن من المفيد بناء علاقات جيدة من الآن مع كلينتون التي تعارض مثل هكذا انزلاقات خطيرة في سياسات أوباما.
تعد الأزمة السورية أكثر الملفات خطورة، فمع استمرار توسع الإرهاب في المنطقة نجد حاجة ملحة في توسيع تركيا لدعمها وتنسيقها من جهة ومن جهة أخرى يجب أن توسع من علاقاتها وجهودها الدبلوماسية، وفي ذلك فإن على الحكومة القادمة أن تستفيد من العلاقات الجيدة التي قد بناها وزير الخارجية في الحكومة السابقة مع السعودية ومصر والإمارات، بذا يجب أن يكون الملف السوري في إطار كل المستجدات التي تتوالى هو أحد العناوين الرئيسية في السياسية الخارجية. سيتعامل يلدرم مع ملف الإرهاب الذي يشمل تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني على مستوييه المحلي والعالمي، فهو سيحاربه في مناطق وجوده الإقليمية والعالمية، كما يجب أن يحارب منابع ومصادر الدعم مثل دعم بعض الدول الأوروبية لحزب العمال الكردستاني.
يجب إعطاء الملف الأوروبي أولية في جدول أعمال الحكومة القادمة، فعلى وزارة الخارجية القادمة التي ستكون أعين وآذان تركيا في العالم تعقب ومسائلة أوروبا في وعودهم التي كانوا قد قطعوها من قبل في ملف حرب الإرهاب وقبول عضوية تركيا في الاتحاد الأورةبي، وفي حال لم تلتزم أوروبا باتفاقية التعاون على حرب الإرهاب يجب أن ندفعها على احترامها في أقل تقدير.
يطول الحديث وتكثر الأزمات ولا يسعنا هنا ذكرها كلها، لكن أدعو الله ومن هذا المقام أن يمنح تركيا ووزارة الخارجية وكل عواصم العالم القوة والصبر على مواجهة أزمات المنطقة الإقليمية والعالمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس