ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه لجهود المصالحة التركية الإسرائيلية بعد ما يقرب من ست سنوات على العلاقات الفاترة، في نفس الوقت يبدو أن موسكو تزيد من علاقاتها الخاصة مع الإسرائيليين على الرغم من كونها حليفا قويا لإيران وسوريا.
وفقا لوكالة أنباء تاس قال بوتين بعد لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "كلما كانت المشاكل أقل بين الحكومات، كان ذلك أفضل"، مضيفا أنه يرى سير المصالحة بين تركيا وإسرائيل "حصريا بشكل إيجابي".
تحدث بوتين بعد استضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو لإجراء محادثات تركزت على تعزيز العلاقات الثنائية ومحاولة تسوية الوضع في سورية. وعقدت كل من تركيا وإسرائيل محادثات بخصوص إصلاح العلاقات التي تدهورت بشكل حاد فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة. حيث قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الاجتماع بين بوتين ونتنياهو كان مهما لدفع المحادثات قدما.
كانت تركيا غاضبة من القصف الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة في أوائل عام 2009. وفي العام التالي، قُتِلَ 9 مواطنين أتراك ومواطن من الولايات المتحدة عندما داهمت قوات الكوماندوز البحرية الإسرائيلية أسطول المساعدات مافي مرمرة المتجهة إلى غزة، الأمر الذي وضع العلاقات في حالة من الفوضى. حيث عبر نتنياهو في عام 2013 عن أسفه للخسائر في الأرواح.
وقال وزير الخارجية التركي إنه لم يتم بين البلدين سوى بضع جلسات قصيرة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، لكن تم تدوال تقارير تفيد بالتوصل إلى اتفاق ما خلال شهور وسط نقاط عالقة. ولكن تريد تركيا من إسرائيل تحرير القيود المفروضة على قطاع غزة المحاصر.
كل من روسيا وتركيا عالقين في نزاع دبلوماسي، بعد إسقاط أنقرة لطائرة روسية لانتهاكها المجال الجوي التركي بالقرب من الحدود السورية العام الماضي. حيث توقفت الروابط الاقتصادية الروسية إلى تركيا، وخاصة السياحة إلى المنتجعات التركية.
على الرغم من بعض المبادرات من المسؤولين الأتراك، لا تقدم وروسيا إشارات بأنها تميل إلى إصلاح ذات البين، على الرغم من قول بوتين إنه لم يضع مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي التركي على الرفّ بعد، ولكنه كان في حاجة إلى "موقف واضح" من القادة الأوروبيين.
ينبع جزء من التوتر بين بوتين والرئيس رجب طيب أردوغان من دعم الزعيم التركي للمعارضة السورية والثوار، في حين دعمت موسكو نظام الأسد من خلال حملة جوية مكثفة.
وعلى الرغم من علاقات موسكو بالأسد، وداعمه الرئيسي الآخر: إيران، وصف بوتين روسيا وإسرائيل بأنهم "حلفاء بشكل تام" في المعركة ضد الإرهاب الدولي. في حين ترى إسرائيل كلا من دمشق وطهران أعداء رئيسيين في المنطقة.
اللقاء بين بوتين ونتنياهو هو اللقاء الثاني في غضون عدة أشهر. حيث قال المتحدث باسم بوتين إنهم سيبحثون أيضا موضوع سوريا التي مزقتها الحرب.
سوريا هي عدو قديم لإسرائيل، حيث تكهنت تقارير إعلامية بأن روسيا تساعد في الحفاظ على السلام في منطقة مرتفعات الجولان المتنازع عليها التي احتلتها إسرائيل خلال حرب قصيرة مع سوريا في منتصف الستينيات.
وحسبما ذكرت تاس، قال نتنياهو لبوتين في اجتماعهما إنه يأمل بأن بلدانهم سوف "تحقق نتائج لافتة في المستقبل التي من شأنها أن تريح ليس فقط المصالح المشتركة ولكن أيضا التعاطف والصلة المتبادلة".
قال الكرملين في بيان له إن القادة بحثوا في: "قضايا التعاون الثنائي الراهنة، بما في ذلك مواصلة تعزيز التعاون الاقتصادي وكذلك العلاقات الثقافية والإنسانية والتجارية".
إسرائيل لديها عدد كبير من السكان الناطقين بالروسية الذين هاجروا من الاتحاد السوفيتي السابق. وفي الشهر الماضي، أصبح أفيغدور ليبرمان المعروف بأنه حليف بوتين، وزير الدفاع الإسرائيلي بعد أن كان وزيرا للخارجية لعدة سنوات.
أطلع نتنياهو صحفيين على أن إسرائيل تتفاوض للانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الروسي- الأوراسي، وهو كتلة التجارة الحرة المكون من خمس دول سابقة في الاتحاد السوفييتي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!