ترك برس
رأى المحلل السياسي الإسرائيلي، الدكتور يفجيني كلاوفر، أن تعيين اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان في منصب وزير الدفاع الإسرائيلي يخدم أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذين يرغب في التضييق على تركيا، عبر عرقلة المصالحة الإسرائيلية التركية، ومنع تصدير الغاز الإسرائيلي إلى تركيا، إلى جانب عرقلة مشروعات الإعمار القطرية التركية في قطاع غزة.
وكتب كلاوفر الذي يعمل محاضرا في قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية مقالا قال فيه إن بوتين يحتاج إلى وجود ليبرمان لعدة أسباب أولها أن ليبرمان سيواصل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لكي لا تعبر عن موقف من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب ضم شبه جزيرة القرم.
ولفت كلاوفر إلى أن ليبرمان عندما كان وزيرا للخارجية حرص على عدم اتخاذ موقف من قضية القرم في محاولة للحفاظ على علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا.
ومن بين هذه الأسباب، بحسب المحلل الإسرائيلي، أن بوتين يرغب في الضغط على تركيا بواسطة ليبرمان، فكلاهما يكره الرئيس التركي أردوغان ولا يحاولان إخفاء ذلك. وسوف يضغط بوتين بواسطة ليبرمان على الحكومة الإسرائيلية للابتعاد عن أردوغان بهدف عزل الأخير الذي يعرقل تحقيق الأهداف الروسية في سوريا.
ولفت المحلل الإسرائيلي إلى المواقف الصقورية التي يتخذها ليبرمان من تركيا، فقد كان من أكثر المعارضين لتقديم اعتذار عن حادثة السفينة مرمرة، أو تقديم تعويضات لعائلات الضحايا، فضلا عن رفضه رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والأهم من ذلك أن ليبرمان سيعمل على تقوية وضع شركة ديليك للغاز بهدف تقليل صادرات الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى تركيا لكي تصير تركيا أكثر اعتمادا على الغاز الروسي.
وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة ذا ماركر الاقتصادية أن ليبرمان التقى عشية تعيينه وزيرا للدفاع مدير شركة ديليك، يوسي أبو، في أحد مطاعم القدس، ولفتت إلى أن ليبرمان أحبط خلال عضويته في الائتلاف الحاكم تغيير مخطط الغاز الذي طالب المعسكر الصهيوني حتى لا تتضرر مصالح شركة ديلك.
وأضاف كلاوفر أن بوتين سيكون سعيدا إذا باعت إسرائيل الغاز لليونان ومصر وليس لتركيا لأسباب أمنية مفادها أنه لن يكون من الصواب ترك أنبوب الغاز الإسرائيلي في يد أردوغان. وسيكون بمقدور ليبرمان تحقيق حلم بوتين بعزل أردوغان لأنه سيكون صاحب الصوت الحاسم في مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي يبطئ التقارب الإسرائيلي التركي، وسيكون هذا التباطو طبيعيا من الناحية الأمنية نظرا لأن أردوغان لا يزال يقدم الدعم لحماس.
وتابع كلاوفر أن ليبرمان ستكون لديه القدرة أيضا على إيقاف أو على الأقل إبطاء المشروعات القطرية التركية في قطاع غزة، حيث أبدت كل من تركيا وقطر اهتماما كبيا بتقديم الدعم لمشروعات إعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي في صيف عام 2014، وقد وافقت إسرائيل على جميع المخططات التي تمولها قطر في القطاع. في المقابل تنظر موسكو إلى المبادرة القطرية لإعادة الإعمار على أنها مشكلة تعزز المصالح الاقتصادية القطرية. وسيكون في مقدور ليبرمان أيضا عرقلة المشروعات القطرية لأسباب أمنية.
وتحدث المحلل الإسرائيلي عن سبب آخر لحاجة بوتين لليبرمان هو أن الروس مهتمون بإضعاف القطريين والسعوديين الذين يلعبون دورا فعالا في الحرب الأهلية في سوريا بدعم الطرف "غير الصحيح". وسيتمثل الضغط الروسي على السعوديين في إبعاد المملكة السعودية عن المبادرات السياسية لحل المشكلة الفلسطينية، ولهذا السبب دخلت مصر في الصورة خلال الأسابيع الأخيرة كدولة قادرة على قيادة مبادرة للسلام في المنطقة.
ومن بين هذه الأسباب أيضا أن ليبرمان يتفق مع دعوة بوتين إلى شن حرب لا هوادة فيها على "الإرهاب الإسلامي". وبالنسبة لبوتين فإن مصطلح الحرب على الإرهاب يستخدم كأداة لحشد الدعم من جانب جميع المعارضين للديمقراطية الليبرالية على النمط الغربي التي زرعت الفوضى في الشرق الأوسط. أما بالنسبة لليبرمان فإن الحرب على الإرهاب مصطلح يفتقر إلى التعريف القانوني الواضح ، ولا بد أن يحدد بأنه الإرهاب الإسلامي.
ولذلك لم يكن مفاجئا أن الصحف الروسية رحبت بانضمام ليبرمان إلى الحكومة الإسرائيلية، ورأت في ذلك خطوة إيجابية، بل إن صحيفة جازيتا رو أكدت أن ليبرمان يفهم روسيا جيدا، في حين تفهمه روسيا في كل ما يتعلق بقضية الإرهاب.
وفيما يتعلق بأوروبا قال كلاوفر إن بوتين يهدف إلى تقسيم القارة، ويبحث عن شركاء لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، وسيكون ليبرمان بالطبع أول هؤلاء الشركاء، حيث تتفق رؤية ليبرمان مع بوتين في الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط، وفي ضرورة حسم الحرب الأهلية في سوريا لصالح نظام الأسد، وإضعاف لاعبيين إقليميين آخرين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!