محمد حامد - خاص ترك برس
تراجعت الآمال القوية التي عقدها الأتراك على صعود منتخبهم الوطني إلى الدور الثاني من بطولة كأس الأمم الأوروبية التي تقام حاليا في فرنسا بعد تلقيه هزيمتين متتاليتين أمام كرواتيا وإسبانيا. لم تكن هزيمة تركيا مفاجئة بقدر ما كان المستوى الضعيف الذي ظهر به المنتخب لاسيما في مواجهة إسبانيا، وهو ما أرجعه موقع والا إلى افتقاد اللاعبين للروح القتالية، وعدم وجود قائد للفريق داخل الملعب ، ووجود خلافات بين اللاعبين والمدرب فاتح تريم.
نشر الموقع تقريرا مطولا أعده المحلل الدولي ميخائيل يوخين الذي يكتب تحليلات لصحيفة الجارديان وقناة "إي أس بي أن" وعدة مواقع رياضية شهيرة. وكتب يوخين أن الأتراك نادرا ما شعروا أنهم الأفضل كرويا ولكنهم كانوا دائما مقاتلين، وهذا ما أكده أداؤهم قبل ثمان سنوات في أمم أوروبا التي أقيمت في النمسا وسويسرا حين تمكنوا من قلب تخلفهم أمام سويسرا ثم التشيك وكرواتيا في الدقائق الأخيرة.
كانت الروح الجماعية في تلك البطولة قوية للغاية، وهي ما ميزت الأتراك في التصفيات المؤهلة للبطولة الحالية، فبعد بداية ضعيفة قلب المنتخب التوقعات وفاز على هولندا 3-0 وعلى التشيك في عقر دارها ولا ننسى الهدف القاتل في مواجهة أيسلندا. وبفضل هذه العزيمة الرائعة كانت التوقعات مرتفعة في البطولة رغم القرعة الصعبة التي وضعت تركيا في مواجهة كرواتيا وأسبانيا في أول مبارتين.
وقال المحلل الإسرائيلي إن تركيا كانت تستحق الخسارة بنتيجة أكبر أمام كرواتيا بسبب افتقاد اللاعبين للروح القتالية، بل إن لاعب خط الوسط أوزان طوفان شوهد وهو يسوي شعره في لحظة تسديد مودريتش للضربة الحرة التي جاء منها الهدف.
وتحدث يوخين عن غياب القيادة داخل الفريق، ما جعل الانتقادات توجه إلى قائد الفريق أردا توران من قبل الجماهير، وقد بلغت هذه الانتقادات ذروتها خلال مبارة أسبانيا، فعندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم الأسبان بنتيجة 3.0 أطلق المشجعون الأتراك صفارات الاستهجان في كل مرة تصل فيها الكرة إلى أردا الذي رد بإشارات استخفاف تجاه الجماهير.
صحفي رياضي تركي قال للموقع الإسرائيلي إن هناك خلافات بين اللاعبين وبين المدرب فاتح تريم بسبب أسلوب المدرب. وأضاف عندما وصلنا إلى إلى نصف نهائي كأس العالم 2002 كان قوام المنتخب من لاعبي جلطا سراي، وفي بطولة أوروبا عام 2008 كان قوام المنتخب من لاعبي فنار بهتشه، أما الآن فلا يوجد مثل هذا القوام، فبعض اللاعبين لم يولدوا في تركيا وعقليتهم مختلفة، ولم يعتادوا على أسلوب تريم الديكتاتوري، ولذلك لم يستجيبوا إلى تحفيزه الحماسي المفرط، بل إن اللاعب إمري مور المولود في الدانمارك أثار غضب الأتراك عندما التقط صورة سيلفي مع اللاعب الكرواتي لوكا مودريتش في نهاية المبارة التي انتهت بخسارة تركيا.
أحد المحللين الأتراك البارزين قال بعد الهزيمة من إسبانيا إن كثيرا من نجوم المنتخب فقدوا الثقة بفاتح تريم، وأن هناك فجوة بينهم وبين المدرب الذي لا يعترف أبدا بأخطائه، ويميل إلى إلقاء الفشل على اللاعبين، على الرغم من أن خياراته التكتيكية كانت محل خلاف كبير.
كانت خيارات تريم التكتيكية سببا رئيسا للخسارة، فعلى سبيل المثال وضع تريم لاعب الوسط المتأخر مهميت توبال في مركز قلب الدفاع، واختار أردا توران وهاكان تشالهان في مركز الجناحين على الرغم من بطئهما النسبي، وكانت النتيجة أنهما أهملا الجانب الدفاعي، ولم يكونا فاعلين في الهجمات المرتدة، في حين بقي لاعبو الأطراف المتميزين بالسعرة مثل فولكان سين على دكة الاحتياط.
ومما زاد من استياء الجماهير من فاتح تريم أنه أعلن في المؤتمر الصحفي قبل مبارة إسبانيا أن الفريق لا يستطيع الفوز في كل وقت، ويمكن أن يخسر أيضا، كما أن الجماهير غير راضية عن الراتب الذي يتقاضاه تريم 3.5 مليون يورو في العام، ما يجعله صاحب ثالث أعلى راتب بين المدربين بعد مدرب إنجلترا روي هودجسون ومدرب إيطاليا أنطونيو كونتي. وإذا أخذنا في الحسبان انخفاض معدلات الضرائب في تركيا، فإن تريم يقفز إلى المركز الأول من حيث الأجر الصافي، في حين أن النتائج لا تبرر ذلك.
وختم المحلل الإسرائيلي بأن المنتخب التركي لا يزال لديه فرصة نظرية للصعود إلى الدور ثمن النهائي كأفضل الثوالث إذا تمكن من هزيمة التشيك في آخرمباريات المجموعة ولعبت بقية المجموعات لصالحه، ولكن يبقى هذا احتمال ضعيف ولا يبدو واقعيا في ظل وضع المنتخب الحالي. ويبقى أن يتخلى فاتح تريم عن منصبه ويفسح المجال لمدرب جديد يعيد بناء الفريق، وتكون مهمته الأولى استعادة ثقة الجماهير.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!