حسين ليك أوغلو - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
بعد أحداث 11 أيلول أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش عن بدئهم " للحملة الصليبية" ضد الإرهاب وبعد عقده لإجتماع تشاوري دولي في كامب ديفيد خطب بالمواطنين الأمريكان في 17 أيلول قائلا : " هذه الحملة الصليبية ضد الإرهاب وسوف تستهلك هذه الحرب الكثير من الوقت فعلى الأمريكيين أن يتحلوا بالصبر ".
لقد حمل بوش حليف أمريكا القديم "القاعدة" مسؤولية هذه الهجمات و أول دولة يبدأ فيها حملته الصليبية هي أفغانستان، ولم تقف هذه الحملة الصليبية عند أفغانسنان وحسب بل أخذ يلفق الحجج من أجل التوجه لأماكن أخرى.
بعد مدة قصيرة شكل التحالف الأمريكي-البريطاني وأصبح الهدف الثاني بعد أفغانستان هو العراق، والآن قد تبين أكاذيب التقارير البريطانية الملفقة بوجود أسلحة دمار شامل في العراق ووجود صلة بين النظام العراقي والقاعدة لكن فات الآوان بعد حرب البصرة.
وبحجة الديموقراطية والحرية احتلت أمريكا العراق وكانت العراق ثاني الدول المستهدفة من الحملة الصليبية وبهذا الإحتلال بدأت ملامح التغيير في نظام الشرق الأوسط بالظهور، وبعد الاحتلال بمدة قليلة تنبأت مستشارة الأمن القومي الأمريكية "كونداليزا رايس" بشرق أوسطي جديد وبتغير حدود 22 دولة في الشرق الأوسط.
وأثناء احتلال أمريكا للعراق لم نشهد أية مقاومة أو ممانعة من أي أحد، لكن إيران التي يسيطر عليها الشيعة كانت الطرف الأكثر فرحا بهذا الإحتلال.
أمريكا كان لها مساعي في التحالف مع القاعدة في العراق فقد ولدت داعش عن طريق القاعدة، فأرسلت أمريكا أفراد القاعدة لتلقي التدريب في سجن أبو غريب وقد كان هذا التدريب أشبه بالتعذيب وفي إحدى الليالي فر سجناء أبو غريب بزيهم البرتقالي وانفصلوا عن القاعدة وشكلوا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
وعندما حصلوا على حريتهم رجحوا الزي الأسود، وهاجموا المسلمين كما هاجم الصلبيين المسلمين من قبل، فقط الفرق بينهما أن الصليبيين يقتلون المسلمين باسم المسيحية أما هم فيقتلون المسلمين بإسم الإسلام.
لقد بدأ هؤلاء ذوي الزي الأسود المقنعين بتفجير الأضرحة والجوامع من أجل إنشاء الدولة الإسلامية في العراق وكما لبسوا الزي البرتقالي في سجن أبو غريب أخذوا يلبسون ضحاياهم نفس هذا الزي .
لقد كان وراء إلباس داعش الزي البرتقالي لضحاياهم قبل إعدامهم رسالة لكن لا أعلم مافحوها لكن أحد قادتهم قال لي مرة : " داعش دربت بشكل جيد جدا مثل مقاتلين الوحدات الخاصة الإنكليزية" وأنا رديت عليه "مثل" أليست زائدة، فتبسم لي ضاحكا.
ومن أجل تعميق الصراع المذهبي في العراق يقتل داعش المئات من المسلمين بتفجيره للمساجد والأضرحة ومن أجل إنقاذ نظام الأسد انتقل داعش بنشاطاته لسورية، و صار اسمها الدولة الإسلامية في العراق والشام فكانت من أولى عمليات داعش في سورية هو مهاجمة المعارضة السورية التي كانت على وشك القضاء على نظام الأسد، فلما كان نظام الأسد على وشك الإنتهاء أعاد داعش الحياه له و أيضا المليشيات الشيعية بأمر من إيران يحيون بشار الأسد .
لو أن جورج دبليو بوش شكل جيشا من المسيحيين عند تاريخ الإعلان عن بدء الحملة الصليبية لما كان داعش تسبب بخراب واحد في المئة في العالم الإسلامي، فداعش تقوم بما يريده بوش من هذه الحملة الصليبية.
لقد قتل مئات الآلاف من المسلمين و وقع العالم الإسلامي بفخ الفتنة وسنح ذلك الفرصة للغرب بحياكة المصائد والمكائد للعالم الإسلامي، حتى أن الغرب جاء كمخلصا وحيدا للعالم الإسلامي من داعش وقدم العالم الإسلامي للغرب جميع الإمكانات من أجل تخليصهم من داعش.
وكلنا شاهد الهجمات التي قام بها تنظيم داعش مستهدفا بها مطار أتاتورك في إسطانبول والمسجد النبوي الشريف في السعودية و ذلك كله في شهر رمضان المبارك، وإذا نظرنا لهذه الهجمات من زاوية أخرى فنستنتج أن هدف داعش هو الكعبة بصراحة، و الكعبة قد تعرضت لهجمات كثيرة على مر الزمان ومن أشهر هذه الهجمات تفسره سورة الفيل في القرآن الكريم، فقبل 1400 سنة أراد أبرهة الحبشي بفيلته هدم الكعبة،لكن الله عزوجل أرسل له طيور الأبابيل فسوت به وبجيشه الأرض.
وفي يومنا هذا فإن من أنشا أبرهة العصر (داعش) يريد إزالة أراضينا المقدسة من خارطة العالم الإسلامي،فهل يرسل الله لهم طيور الأبابيل؟ لانعلم، لكن يمكننا القول بأن تشكيلهم لتحالف من الطائرات (طيور الأبابيل) ضد تنظيم داعش (أبرهة العصر) سوف لن يبقي لنا أي مكان نحج إليه بمافيه الكعبة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس