
ترك برس
تركّزت مقاومة أهالي مدينة جيزرة للانقلاب في 105 نقطة شملت جميع الأماكن المركزية والأساسية في المدينة، فإلى جانب محاولات المحافظ والشرطة والنيابة والقوات الخاصة إحباط الانقلاب، كان للجماهير أيضًا دور حيوي في تعطيل محاولة انطلاق أكثر من 300 جندي نحو أنقرة وإسطنبول، لدعم القوات الانقلابية.
لم تقتصر محاولة الانقلاب الفاشلة على أنقرة وإسطنبول، وإن كانتا مسرحًا للأحداث الأساسية لمحاولة الانقلاب، بل شملت كافة أرجاء تركيا، ومنها مدينة جيزرة التي كان لها نصيب في المقاومة الباسلة ضد الانقلابيين.
ونقل الصحفي عبد القادر كونوك سَفَر عن جهات وصفها بالمطّلعة أنه بعد وصف رئيس الوزراء الحركة القائمة "بحركة تمرد"، جاء اتصال هاتفي إلى مديرية الشرطة في ولاية شرناق التي تعد مدينة جيزرة إحدى مراكزها، يقضي بضرورة رفع مستوى الإجراءات الأمنية وتشديد الحراسة أمام مبنى المحافظة ومنع أي شخص من الدخول إليه.
وأشار سَفَر في تقريره للجزيرة ترك "105 نقطة مختلفة شكلت ثغرات مقاومة الانقلاب في مدينة جيزرة" إلى أن مدير فرع حفظ النظام جاء مع مجموعة كبيرة من رجال الشرطة إلى مركز ولاية شرناق واصطحب المحافظ "علي إحسان سو" إلى مكان آمن، ومن ثم قدم مدير الشرطة في المدينة جلال سل والنائب العام محمد باتلك، واجتمع الثلاثة لساعات متأخرة من الليل، يناقشون ما يمكن فعله لردع الانقلابيين في ولاية شرناق ومدنها.
وحسب التقرير، فقد اتفقت الأطراف المجتمعة على تعليق الإجازات لكافة قوات الشرطة ودعوِة الجميع إلى حالة طوارئ، وأمر قائد الشرطة قواته بارتداء درعٍ واقٍ للرصاص والمحاربة ببسالة في وجه الانقلابيين. ومن جانبه اتجه محافظ المدينة للتواصل مع كافة محافظي مدن الولاية، طالبًا منهم اتخاذ كافة الإجراءات الصارمة بحق كل من يحاول السيطرة على مؤسسات الدولة.
علم قائد الشرطة ومحافظ المدينة بمحاولة أكثر من 300 جندي من الدرك الاتجاه نحو أنقرة عبر إحدى طائرات الطرود، لمساندة المنقلبين في محاولتهم الانقلابية، وقد وردت الأنباء من مدينة جيزرة التي تحتضن بداخلها مطار ألجي العسكري، وعلى حد ما يبيّنه سَفَر، فإن محافظ المدينة أمر بإعاقة تحرك الجنود قبل الوصول إلى المطار، فانطلقت الشرطة نحو الطريق المؤدية إلى المطار، وبرفقتها أعداد غفيرة من الجماهير التي نزلت إلى الميادين استجابة ً لمناشدات الرئيس رجب طيب أردوغان.
تجمع المواطنون الجزريون في أكثر من 105 نقطة لتشكيل سد منيع ضد أي تحرك محتمل للسيطرة على مراكز الحكومة من قبل المنقلبين، وكان بيت إقامة الحكومة وبناء المحافظة ومركز الشرطة والميدان الرئيس للمدينة من النقاط الأساسية التي تجمع بها الأهالي.
وأكّد سَفَر أن أهالي مدينة جيزرة أظهروا تلاحمًا مع الشرطة، إذ توزعوا بناء ً على توزع نقاط الشرطة التي فاقت 105 نقاط، مشكلين موانع بشرية أمام أي احتمال لخروج الدبابات العسكرية إلى الشارع، مردفًا أن أكثر من 300 عسكري وصولوا إلى الطريق المؤدية من مركز جيزرة إلى المطار، فصعقوا من التجمع التلاحمي للشرطة والشعب، وحاولوا الاستمرار في طريقهم، فأقدمت الشرطة على إطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء، وبعد انتظارهم لمدة ساعتين سادهما الحذر الشديد، قرروا الانسحاب إلى حيث ما أتوا.
ونقل سفَر عن مصادر مطلعة، تأكيدهم على أن الخوف الذي خيّم على اجتماع القادة الأمنيين في ولاية شرناق، لم يكن من تمكن الجنود من الذهاب إلى أنقرة أو إسطنبول، بل كانت مسألة إمكانية انطلاق جنود القاعدة الجوية بطائرات الهليكوبتر الزائدة عن العشرة نحو أنقرة، مما حدا محافظ المدينة بإصدار الأمر لوحدات الأمن بإسقاط أي طائرة هليكوبتر تخرج من القواعد العسكرية في المدينة.
وعن حملات الاعتقال المسيرة ضد المنقلبين، تم اعتقال 6 ضباط مستوى رفيع من وحدات الجيش المتواجدة في ولاية شرناق، وتم إرسال شكر خاص من أنقرة إلى محافظ ومدير شرطة المدينة والنائب العام لما قاموا به من موقف بطولي ضد خطط المنقلبين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!