ترك برس
قال عضو مجلس إدارة الاتّحاد الدّولي للحقوقيين في إسطنبول الدّكتور "سعد علي البشير"، إنّ استجابة الولايات المتحدة الأمريكية للطّلب التركي بتسليم زعيم الكيان الموازي "فتح الله غولن"، سيُثبت للعالم حُسن نيّتها في مكافحة الإرهاب الّذي تدعو إليه في كل مناسباتها وخطاباتها، وعكس ذلك فإنّه يؤكّد دون شك أنّ لها يداً في المحاولة الانقلابيّة الفاشلة التّي تعرضت لها تُركيا.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن الخبير الأردني قوله إن "إعلان تُركيا عن تسليمها لكافة الإثباتات المتعلّقة بتورط غولن في محاولة الانقلاب دليلٌ أكيد على سيرها بالإجراءات القانونيّة اللّازمة التي تُدينه، وإيمانها بالعمل وفق المعايير الدّوليّة للمحاكمات العادلة".
وتساءل البشير قائلًا: "بعيداً عن الاتفاقيّات المبرمة بين الدّولتين، لو نجح الانقلاب في تُركيا، أليس ذلك سيكون سبباً في تحويل بلد ديموقراطيّ إلى حُكم عسكريّ يفعل ما يفعلُه بالدّولة التّركيّة ومؤسساتها؟ أليس الأبرياء الّذين قتلهم الانقلابيون هم ضحايا عمل ارهابيّ؟ أليس مساعدة هؤلاء الانقلابيين وعدم تسليم أيّ شخص تعاون معهم للقضاء يعد مخالفة القانون وإثارة الفوضى والنّزاعات الدّاخليّة بما يخالف كافّة المواثيق الدّوليّة الدّاعية لمكافحة الإرهاب؟".
وأشار البشير، إلى "أنّ التّقاليد القديمة كانت تقضي بعدم جواز تسليم السّياسيّين، وليس الإرهابيّين، فهي كانت تقصد حماية رجل السّياسة أو عضو الحزب ضد القوانين الظّالمة الّتي تُصاغ بتقييد حرّيته وحركته في التّعبير عن آرائه السّياسيّة ، ولكن مع تحرّر المجتمعات الّتي نادت بهذا المبدأ كان من الواجب أن يسقط هذا المبدأ بعد زوال سبب وجوده، ولا بُدّ من حتميّة المناداة بتسليم الإرهابيين الّذين يتستّرون خلف السّياسة".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وتصف السلطات التركية منظمة "فتح الله غولن" - المقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- بـ "الكيان الموازي"، وتتهمها بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!