رسول طوصون – صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
هناك حكمة تقول بأن "الجميع يدلي بما لديه"، أما الآن فمن يعلم ومن لا يعلم يتحدث في هذه الأجواء الضبابية. وشعورهم بخوف لا طائل منه لصالح دعم مناوبات الديمقراطية وكأنهم واحد منهم حاليًا.
يا سيدي لا يزال الخطر قائمًا، والأمر نفسه حصل في مصر، لأن بإمكان هؤلاء الانقلابيين الهجوم مرة أخرى كما جرى في مصر، هذا وما شابهه من التعليقات ينم عن الجهل.
نعم، إن الحديث عن أخطار أولئك الأشخاص وارد أما الحديث عن انقلاب مسلح فهو أمر مستبعد.
فقد عفا الزمن على تلك الانقلابات المسلحة في تركيا بمقاومة 15 من تموز/ يوليو.
وبالتالي فإن مقارنة تركيا بمصر هي تشبيه فاسد، ومقارنة خاطئة. وذلك لخمسة أسباب:
أولًا، عندما نفذ الانقلاب في مصر اعتقل الرئيس مرسي وبقيت المقاومة دون قيادة. حتى وإن لم يعتقل فقد تراجع دعم الشعب له!
أما في تركيا فقد عمل رئيس الجمهورية الذي سجل رقمًا قياسيًا في دعم الشعب، على تنظيم المقاومة بنفسه.
ثانيًا، في مصر تعاون الجيش بأكمله مع الانقلابيين. أما في تركيا فقد قاوم الجنود المخلصون للوطن وعلى رأسهم رئيس هيئة الأركان ذلك الانقلاب.
ثالثًا، في مصر أيضًا تعاونت الشرطة مع الجيش. أما في تركيا فقد كانت الشرطة أقوى مقاومة مسلحة اعترضت الانقلابيين وفبضت عليهم.
بالإضافة إلى قدرة الشرطة في تركيا على المواجهة حتى وإن حاول الجيش بكامله الانقلاب!
رابعًا، في مصر وقف الليبراليون واليساريون والعلمانيون والسلفيون والسلطة الدينية الممثلة بالأزهر إلى جانب الانقلابيين. أما في تركيا فقد رفضت كافة قطاعات المجتمع بما فيها المعارضة السياسية (وإن كان البعض مكرهًا) الانقلابيين.
خامسًا، في مصر كانت المؤسسة الإعلامية الداعمة لمرسي ضد الانقلاب قليلة وعديمة التأثير إن لم تكن معدومة. أما في تركيا منذ الساعات الأولى أظهر الإعلام بما فيه المعارض للحكومة مقاومة جدية للانقلاب.
ولهذا السبب فإن مقارنة ظروف تركيا بمصر ليست مقبولة لأنها ظروف مضادة للانقلاب.
أعود وأكرر بإن احتمال قيام انقلاب مسلح قد اختفى نتيجة قوة وحيوية تلك العوامل الخمسة التي نظمت ودعمت مقاومة الشعب في تركيا.
هذه المقاومة التي قضت ليس فقط على انقلاب 15 من تموز بل دفنت أي محاولة انقلاب محتملة في التاريخ فيما بعد.
أما خطر العمليات الفردية المحتملة لعناصر معادية للشعب والدولة داخل الكيان الموازي المستمر.
فقد تعززت قبضة الحكومة ضدها من خلال حالة الطوارئ.
وبهذا الخصوص ينبغي على الحكومة التصرف بحذر وأن تكون عادلة وأن تحول المسألة إلى مطاردة للسحرة.
وبالمقابل ينبغي مواصلة المناوبات الديمقراطية حتى يأمر المسؤولين بالدولة التوقف من أجل الحفاظ على رد فعل الشعب، وإظهار صموده أمام نواياهم السيئة، وتعزيز قبضة الحكومة أيضاً.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس