محمود القاعود - خاص ترك برس
بعيدا عن التحليلات التي تغرق في السياسة، والتدقيق في موقف الميديا الصليبية الغربية ومراقبة ردات الفعل على انقلاب 15 تموز/ يوليو الفاشل، فإننا إزاء حقيقة واحدة هي أن تتركيا تتعرض لحرب صليبية إجرامية، تتنوع طرقها وأساليبها، مثلما تتعرض كل دول العالم الإسلامي حاليا لهذه الحرب الإجرامية.
ومن خلال هذه الحقيقة يُمكننا فهم كل ما يجري الآن ضد الجمهورية التركية، وما سيحدث مستقبلا... إنه الثأر الصليبي من الدولة العثمانية، التي فتحت القسطنطينية وحكمت أوروبا وحاصرت فيينا، وأذاقت الصليبيين الويلات خلال التصدي لاعتداءاتهم علي المسلمين إبان الحشد الصليبي الرهيب الذي تزعمه البابا يوحنا الثاني والعشرون والبابا أوربان الخامس.
كيف تنهض تركيا وتنقلب علي الميراث الغربي الصليبي الذي تمكن من الغاء الخلافة وحصار الإسلام وتهميش دور تركيا وجعلها مجرد دولة صغيرة في النادي الصليبي الأوروبي؟ هذا هو السؤال الذي يتردد في أروقة مجلس إدارة الحروب الصليبية، ويتردد أيضًا في غرفة العمليات بالبيت الأبيض... لكن أحفاد العثمانيين، ساروا علي درب أجدادهم وتصدوا للحملة الصليبية يوم 15 تموز 2016م، مما أربك كل حسابات الحرب الصليبية الخاسرة.
إننا إن حاولنا الالتفاف علي حقيقة الصراع، نكون كمن يحرث في الماء. فلا الأمر خلافات سياسية أو صراع دولي علي نفوذ هنا أو هناك، أو مجموعة إرهابية مسلحة تسللت للجيش التركي أو كيان موازي إرهابي... فكل هذه الصور هي أعراض جانبية للحقيقة التي ينكرها البعض – بدافع العمالة أو الجهل - وهي "الحرب الصليبية" التي تريد تقسيم تركيا وقرع الأجراس بمسجد آيا صوفيا.
إن الحرب الصليبية لن تيأس من استهداف تركيا المسلمة، وستسعي لخلق كيان مواز غير الكيان المفضوح، وستعمل بكل طاقتها للانتقام من العثمانيين الجدد الذين أعادوا أمجاد أسلافهم ونهضوا بتركيا وشعبها والتفوا حول قائدهم رجب طيب أردوغان، وقاوموا الرصاص الطائش بصدورهم العارية، وقدموا الشهداء فداء لوطنهم الذي استشهد من أجله عشرات الآلاف من العثمانيين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس