ترك برس
رأى الكاتب المختص بالشؤون التركية الأميركية ألهان تانير، أن الغرب قد يكون يراقب التقارب التركي الروسي بانزعاج وربما بقلق، لكن لديه قناعة راسخة بأن موسكو لا يمكن أن تشكل بديلا لتركيا عن الغرب بسبب المشاكل التي تثقل كاهلها اقتصاديا وعسكريا.
ونقلت الجزيرة نت عن تانير قوله إن الدول الغربية تقول إن تركيا تحاول إعطاء الانطباع بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بديل لها عن الغرب، لكن واشنطن غير مقتنعة بذلك، واستبعد أن يزيد التقارب التركي الروسي من حدة التوتر بين واشنطن وأنقرة لأن العلاقات بينهما متوترة أصلا منذ سنوات، وازدادت تدهورا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال الكتب التركي "أعتقد أن العلاقة الآن في أسوأ حالاتها منذ العام ١٩٧٤ عندما فرض الكونغرس عقوبات على أنقرة بسبب ضمها شمالي قبرص بعدما أخذته من اليونان". وأضاف أن توتر العلاقات بدأ بعد مظاهرات حديقة غيزي في إسطنبول عام ٢٠١٣، ومنذ ذلك الوقت يسود التوتر العلاقات بين البلدين.
ويعتبر الكاتب أن الانقلاب الفاشل زاد من تردي العلاقات الأميركية التركية لعدة أسباب، أهمها رفض واشنطن تسليم زعيم جماعة الخدمة فتح الله غولن المتهم بالتورط في المحاولة الانقلابية، ومضى يقول "مع أن أنقرة تنتقد الغرب لعدم وقوفه إلى جانبها أو القيام بزيارة لتقديم التعازي في من قضوا في الانقلاب، فنحن لم نشهد أي تغير في مواقف واشنطن والغرب أو تعاطف".
ورغم سعي المسؤولين الأميركيين للتهوين من التقارب التركي الروسي بعد لقاء الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين والقول بأنه لن يضعف العلاقات الأميركية التركية، ولا صلة له بالتوتر بين واشنطن وأنقرة منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف الشهر الماضي، فإن المتابع لتغطية وسائل الإعلام الأميركية يخرج بنتيجة مفادها أن واشنطن انزعجت من هذا التقارب، لكنه انزعاج لم يرق إلى مستوى القلق.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم 9 أغسطس/آب الحالي أن روسيا وتركيا تعهدتا بتحسين علاقاتهما، بينما يراقب الغرب الأمر بعصبية وتوتر، واستنتجت الصحيفة الأميركية أن هذا التقارب "سيضعف علاقات تركيا مع الغرب ومع حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأن بوتين يسعى لجلب أنقرة إلى الدوران في فلكه"، وهو ما سيضعه "في عزلة مع الغرب".
وقد تجلى التوتر الحاد في العلاقة بين البلدين في آخر تصريح أطلقه الرئيس التركي قبل زيارته لروسيا، إذ قال إن على واشنطن الاختيار بين بلده وبين الاستمرار في إيواء غولن المتهم تركياً بالتخطيط للمحاولة الانقلابية الفاشلة، كما يتهم بعض الأتراك واشنطن بالضلوع في المحاولة، الأمر الذي دفع المتحدثة باسم الخارجية الأميركية للقول إن الخطاب المعادي لأميركا لا يساعد في رأب الصدع.
وقد تواردت أنباء عن احتمال زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لتركيا في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري محاولا التخفيف من حدة التوتر بين البلدين، لكن الخارجية الأميركية لم تؤكد الزيارة لحد الآن، ويرى مراقبون أنه إذا تمت هذه الزيارة بالفعل فإنها على الأغلب لن تحدث في المستقبل القريب تغييرا كبيرا في العلاقة المتوترة، خاصة إذا واصلت واشنطن إيواء غولن ورفضت تسليمه لأنقرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!