ترك برس

رأى الكاتب والباحث السوري "عمر كوش"، أن مستقبل العلاقات التركية مع الغرب عموما، ومع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، مرهون بموقع تركيا الإستراتيجي وثقلها في المنطقة، بما فيه موقعها الجغرافي، وامتلاكها حدودا طويلة مع كل من العراق وسوريا، الأمر الذي يزيد من حاجة الولايات المتحدة لها، ومن ضرورة تخفيف التوتر معها.

وأضاف كوش في مقال نشرته "الجزيرة نت"، بعنوان "هل تعيد تركيا النظر في تحالفاتها بعد الانقلاب؟"، أن طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، تستخدم قاعدة إنجرليك الجوية جنوبي تركيا، منذ صيف 2015، لضرب مواقع تنظيم الدولة، وبالتالي ستجد واشنطن نفسها مجبرة على تحسين العلاقات مع تركيا.

وأوضح الكاتب السوري أن خيبة أمل أنقرة من الولايات المتحدة الأمريكية ومن حلفائها الغربيين حيال محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف الشهر المنصرم، قد تدفعها إلى بناء علاقات أكثر قوة مع روسيا، الأمر يشكل ضربة جديدة وقوية للإدارة الأميركية، التي باتت تخسر المزيد من حلفائها في منطقة الشرق الأوسط.

واعتبر كوش أن توتر العلاقات التركية الأميركية تعود بداياته إلى 2003، حين رفض البرلمان التركي دخول القوات الأميركية الأراضي التركية لغزو العراق، ثم جاءت الأزمة السورية لتعمق الخلافات بين الطرفين، على خلفية حصر واشنطن أولوياتها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وغضّ النظر عن ممارسات النظام السوري الذي تعتبره أنقرة أصل المشكلة.

إضافة إلى دعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعبره تركيا الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني، وتخلي الغرب والولايات المتحدة عن تركيا حين توترت علاقاتها مع روسيا بعد إسقاطها إحدى مقاتلاتها أواخر العام الماضي، وزاد الموقف الموقف الأميركي الملتبس من المحاولة الانقلابية الفاشلة من توتر العلاقات بين الطرفين، وليس من المعول عليه أن تخفف زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى أنقرة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، من حدة التوتر بين البلدين.

ورأى كوش أن خيبة الأمل التركية ليست ناتجة فقط عن عدم تضامن الدول الغربية مع حكومة بلدهم، وخاصة حلفاء تركي في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بل تكمن في أن بعض تلك الدول كان يريد، أو على الأقل، يتمنى أن تتغير الأمور في تركيا، ولو على حساب الديمقراطية والحكومة المنتخبة، الأمر الذي جعل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان يتساءل بالقول "هل يقف الغرب إلى جانب الديمقراطية أم إلى جانب الانقلابيين؟ ولم يخف اعتقاده بأنهم يقفون إلى جانب المحاولة الانقلابية الفاشلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!