راسم أوزان كوتاهيلي - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
دخل حزب العدالة والتنمية عامه الخامس عشر، وهو بلا شك أفضل حزب سياسي مرّ على تاريخ الجمهورية التركية، لما حققه من نجاحات وما أكسبه للحياة السياسية التركية، وأخرج لنا الحزب في ظرف زمني قصير رئيسين للجمهورية، وأربعة رؤساء للوزراء. ومن المؤكد أنّ الحزب سيترك بصمة على المستوى القريب، وحتى البعيد في تاريخ تركيا المستقبلي.
حاول الكثيرون الوقوف في وجه حزب العدالة والتنمية خلال فترة حُكمه التي امتدت على مدار 14 عامًا حتى الآن، بدءًا من الوصاية باسم الكمالية، ومرورا بدعاوى إغلاق الحزب، ومحاولات الانقلاب، والاعمال الإرهابية، وتوغل عصابات التنظيم الموازي داخل الدولة، واستخدموا كل الأساليب غير الديمقراطية في محاولة لإسقاط الحزب من سدة الحُكم، لكن العدالة والتنمية نجح في واقع الأمر بتجاوز الكثير من العقبات الصعبة، من محاولة الانقلاب في 7 شباط/ فبراير، وأحداث غيزي بارك، ومحاولة الانقلاب الناعمة التي جرت في الفترة بين 17-25 كانون أول/ ديسمبر، وكذلك المحاولة الانقلابية الأخيرة ليلة 15 تموز/ يوليو.
تأسس حزب العدالة والتنمية تحت قيادة اردوغان بتاريخ 14 آب/ أغسطس عام 2001، ودخل الحزب الانتخابات العامة وعمره 15 شهرا فقط، لكن الحزب فاز في الانتخابات برغم حرمان أردوغان من المشاركة فيها، وأصبح عبد الله غُل رئيسًا للوزراء، وأسس الحكومة التركية الثامنة والخمسين.
وبعد إجراء انتخابات تجديدية للبرلمان في محافظة سيرت، استطاع رئيس حزب العدالة والتنمية ومؤسسه رجب طيب أردوغان دخول البرلمان في شهر آذار/ مارس عام 2003، ليقدّم عبد الله غُل استقالته من رئاسة الحكومة، وأعطى رئيس الجمهورية أحمد نجدت سيزار مهمة تشكيل الحكومة لأردوغان، وشكل أردوغان الحكومة التركية التاسعة والخمسين في الخامس عشر من آذار عام 2003.
استطاع حزب العدالة والتنمية الفوز في الانتخابات المحلية عام 2004، وفاز في 11 بلدية كبرى، وما مجموعه 1950 بلدية أخرى. كما فاز مجددا في الانتخابات العامة عام 2007، واستطاع تشكيل الحكومة لوحده، ونجح في إخراج نواب له من كل المحافظات التركية الثمانين ما عدا محافظة "تونجالي".
وفي الانتخابات المحلية عام 2009، استطاع مجددا حزب العدالة والتنمية أنْ يكون الحزب رقم واحد في الحصول على أصوات الناخبين الأتراك، وفاز في 11 بلدية كُبرى، وما مجموعه 1442 بلدية أخرى. وفي الانتخابات العامة عام 2011، فاز العدالة والتنمية بنسبة 49.53% واستمر في إدارة شؤون البلاد.
وفي آخر انتخابات محلية خاضها العدالة والتنمية تحت رئاسة أردوغان، استطاع الحزب الفوز في 18 بلدية كُبرى، وما مجموعه 818 بلدية أخرى. وانتُخب رئيس الحزب رجب طيب أردوغان رئيسا للجمهورية في انتخابات رئاسة الجمهورية التي جرت في العاشر من آب، وأصبح الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية.
استمر حزب العدالة والتنمية في طريقه تحت قيادة النائب عن محافظة قونيا أحمد داود أوغلو، ورغم أنّ العدالة والتنمية تعثر لأول مرة في انتخابات 7 حزيران/ يونيو 2015، إلا أنه استطاع العودة سريعا عبر انتخابات 1 تشرين أول/ نوفمبر من نفس العام، واستمر في تشكيل الحكومة لوحده.
وقد عمل حزب العدالة والتنمية على التخلص من نظام الوصاية ومن تسرب التنظيمات الموازية داخل أجهزة الدولة، وذلك عن طريق إجراء تعديلات دستورية، وطلب مرتين من الشعب الاستفتاء على هذه التعديلات، أولها كان يتعلق باختيار رئيس الجمهورية انتخابا مباشرا من قبل الشعب، وحصل التعديل على دعم 69% من المصوتين.
أصبح أردوغان أول رئيس للجمهورية يُنتخب من قبل الشعب مباشرة، بعد إقرار هذا التعديل، وقد أجرى العدالة والتنمية هذا الاستفتاء في الذكرى الثلاثين لانقلاب 12 أيلول/ سبتمبر. كما أجرى استفتاءً آخر يتضمن تعديلات تتعلق بمحاكمة الانقلابيين الذين انقلبوا على الحُكم في 12 أيلول، وتضمن الاستفتاء التصويت على دعم تغيير 26 مادة من الدستور، وحظيت هذه التعديلات بدعم ما يُقارب 58 بالمئة من المصوتين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس