راسم أوزان كوتاهيلي - صحيفة صباح - ترجمة و تحرير ترك برس
كما تحدثت سابقًا سيحصل إخوتنا السوريون اللاجئون إلى بلادنا هربًا من ظروف الحرب على جواز سفر وهوية الجمهورية التركية وفق القانون الجديد الذي سيصدر في المرحلة القادمة... وبذلك ستنتصر الأخوة رغمًا عن الفاشيين والعنصريين في هذه الدولة، وتسود روح الإمبراطورية في هذه الأراضي بدلًا من الفاشية القومية...
يُعد إعلان الرئيس أردوغان عن منح الجنسية إلى أخوتنا السوريين مصدر فخر لصالح تركيا. فقد أكد رجب طيب أردوغان مرة أخرى بأنه رجل دولة عظيم لديه أفق وروح الإمبرطورية. ولذلك ينبغي وضع أقواله حيز التنفيذ بأسلوب حازم دون التأثر بالدعايات العنصرية الموجودة حتى داخل حزب العدالة والتنمية...
بالإضافة إلى اتخاذ تركيا أردوغان موقفًا داعمًا للأخوة والإنسانية بإصرار في وقت تتصاعد فيه التيارات الفاشية المعادية للمهاجرين في جميع أنحاء العالم. ولذلك من واجبنا الاعتزاز بتركيا في موضوع اللاجئين...
ومثلما لجأ جميعنا إلى هذا البلد البالغ مساحته 780 ألف كم2. كذلك من حق إخوتنا السوريين اللجوء إليها أيضًا. لأن تركيا تعد بمثابة البلد الأصلي للسوريين. ولا أحد بإمكانه تقييد حقهم بالمجيء واللجوء إلى هذه المنطقة...
كما تعد تركيا الوجهة الأخيرة للفقراء والمغلوبين. والملجأ الأخير للمستضعفين والمقهورين. واعتبار هذه المنطقة أرضًا موعودة. وإحياء الآمال والأحلام الجديدة في هذه البلد...
ومما لا شك فيه أن السوريون سيعملون داخل هذه الدولة بهوية وطنية تركية. ويمارسون التجارة. وينتجون. ويتزوجون. ويكونون أسرًا. وينجبون الأطفال والأحفاد...
وسيخرج من أبناء هؤلاء المهاجرين الذين تقلل الفاشية الدنيئة من شأنهم من يصبح واليًا أو قائم مقام. كما أن هؤلاء الأطفال السوريون المستخف بهم من قبل مخلفات العنصرية سيكبرون ويتعلمون ويصبحون جنودًا ورجال شرطة لدى هذه الدولة. وسفراء وقادة عسكريين. ونواباً عن الشعب ووزراء. ولا يستبعد أن يصبح الطفل السوري رئيس وزراء أيضًا...
وبالتالي فإن منح الجنسية التركية لإخوتنا اللاجئين إلى بلادنا أمر مؤكد. وبمرور الزمن سيتعلم جميعهم التركية ويتحدث البعض بها أفضل منا. وبذلك يصبح تعداد سكان تركيا 82 مليون نسمة بوجود أخوتنا اللاجئين...
أما القول بأن المهاجرين السوريين سيصبحون عبئًا على هذا البلد فهو عبارة عن كذبة كبيرة. بالعكس سيزيد إخوتنا السوريون من الحيوية والغنى الاقتصادي والثقافي لدولتنا على المدى المتوسط. وهي حقيقة أثبتها علميًا البروفسور بيرول كوفانجلار أحد الاقتصاديين المهمين بتركيا. وسأتابع غدًا الحديث بهذا الموضوع...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس