محمود القاعود - خاص ترك برس
يُخطئ من يظن أن أمريكا قد استسلمت أو رفعت الراية البيضاء أمام الشعب التركي الذي أجهض المؤامرة الإرهابية الدنيئة في 15 تموز/ يوليو 2016م ، فأمريكا الآن في مرحلة تجميع القوة أو ما يمكن تسميتها "استراحة محارب" عقب الصفعة التي تلقتها من خلال إجهاض الانقلاب الصليبي الفاشل.
ستتعامل أمريكا من خلال عدة محاور رئيسية لتعوض إخفاقها، وإحباط مؤامرتها:
الأول: المساهمة بصورة فعالة في تأسيس الدويلة الكردية التي بدأت تتضح معالمها عقب سيطرة قوات ما تسمي سوريا الديمقراطية علي مدينة منبج وتهجير العرب منها، لتنضم إلى مناطق النفوذ الكردية الأخرى، ومنها إلي إثارة النعرات في العمق التركي بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي وإعلان قيام "الدولة الكردية الكبرى".
الثاني: تسهيل دخول العناصر الإرهابية الاجرامية إلي الأراضي التركية للقيام بعمليات تستهدف المواطنين لخلق حالة من السخط وإذكاء روح الكراهية في المجتمع والقضاء علي السياحة.
الثالث: محاولة إعادة تدوير الكيان الموازي بشكل جديد، يُمكنه من القيام بمهامه السابقة التي تتلخص في التسلل للجيش والسيطرة علي مفاصل البلاد لتُحكم تركيا بالريموت كنترول الموجود في ولاية بنسلفانيا.
الرابع: ابتزاز تركيا من خلال مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي وعضويتها بحلف الناتو.
الخامس: وهو الأخطر ايقاع العداوة بين الرئيس أردوغان والعالم العربي الذي أحبه لمواقفه المؤيدة للحق، وذلك من خلال عمل تسويات موهومة كمثل تلك التي تتناثر الأحاديث عنها، بالتقارب مع نظام السفاح الدموي بشار الأسد، أو الموافقة علي بقائه في الحكم بعدما قتل أكثر من مليون وهجر نصف الشعب.
تجدر الإشارة هنا إلى نقطة هامة، وهي أن بدايات شهر أغسطس 2016م شهدت تنسيقا لا مثيل له بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في سحق ثوار سوريا بمدينة حلب وضربهم بأخطر أنواع الأسلحة، وهو ما يجعلنا نؤكد أن التقارب التركي – الروسي مؤخرا، ما لم يكن سببا في انهاء معاناة الشعب السوري، فقد يكون فخا أمريكيا... تستخدم فيه أمريكا الصليبية روسيا الصليبية للايقاع بتركيا المسلمة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس