ترك برس
رأى الأكاديمي والكاتب السياسي السعودي "خالد الدخيل"، أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية المتخاذل دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتصحيح علاقته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن، مشدّدا على أنه "ليس من مصلحة السعودية ومصر ترك روسيا وإيران تستفردان بأنقرة".
جاء ذلك في مقال له نُشر عبر صحيفة الحياة، حيث قال فيه إنه كان المفترض أن يكون هناك، إن لم يكن تحالف، فعلى الأقل تنسيق ثلاثي يشمل السعودية ومصر وتركيا، مبينًا أن الذي يحصل الآن أن حراكاً سياسياً يبدو مندفعاً نحو تشكيل إن لم يكن تحالف فعلى الأقل تنسيق بين تركيا وروسيا وإيران.
وأشار الدخيل إلى أن ثلاث دول غير عربية تحاول التنسيق في ما بينها في شأن مستقبل دولتين عربيتين هما العراق وسورية، خصوصاً الأخيرة، لافتًا إلى أنه مقابل الحضور غير العربي لرسم مستقبل الخريطة السياسية، إن لم يكن الجغرافية أيضاً، للمشرق العربي، هناك شبه غياب عربي، وأن هناك حضور سعودي خليجي في هذا المشهد، لكن بتنسيق غير متكامل في ما بينها، وغير مكتمل مع تركيا، وتفاهم غير واضح المعالم مع أميركا.
وأضاف: "الدهش أن الرياض والقاهرة لم تتمكنا حتى الآن من معالجة هذه الحالة السياسية المربكة لكل منهما، والمربكة أكثر من ذلك لوضع عربي يزداد اهتراء مع الوقت. العلاقة بين هذين القطبين ليست فقط علاقة أخوة وانتماء، وجوار جغرافي. هي علاقة ضرورة تفرضها طبيعة المرحلة بكل مخاطرها ومتطلباتها".
وتسائل الكاتب السعودي عن موقف المملكة العربية السعودية ومصر إزاء ما يحصل حالياً بين تركيا وروسيا وإيران؟، قائلًا: "هل تقبل أكبر عاصمتين عربيتين أن يتقرر مستقبل سورية والعراق بمعزل عنهما وعن العالم العربي؟ هل هناك مبرر كافٍ لترك أنقرة تبحث عن مخرج لها في موسكو وفي طهران، بعيداً عن القاهرة والرياض؟".
واستبعد الدخيل قبول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد على رأس السلطة في سورية ضمن صفقة التفاهم مع كل من روسيا وإيران، مبينًا أن ذلك يجعل من تركيا الطرف الأضعف في ثلاثية العلاقة مع روسيا وإيران، ولأنه قبول بتطويق إيراني لتركيا من العراق حتى سورية. الموقف الأميركي المتخاذل دفع أردوغان لتصحيح علاقته مع فلاديمير بوتن. وليس من مصلحة السعودية ومصر ترك روسيا وإيران تستفردان بأنقرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!