ترك برس

رفضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التراجع عن سياستها تجاه اللاجئين على الرغم من الإحباط الذي يسود حزبها الديمقراطي المسيحي بعد خسارته في الانتخابات الإقليمية، وأشادت بدل ذلك بالاتفاق الأخير بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

وقالت ميركل: إن الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي هو في مصلحة الطرفين"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي وتركيا واللاجئين السوريين كذلك استفادوا منه.

وأشارت ميركل إلى أن "من الصواب بالنسبة لنا أن نحارب التجارة غير الشرعية لمهربي البشر... ومنذ أن وقعنا الاتفاق، لم يغرق أحد تقريبًا في بحر إيجة". وقالت إن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ينبغي أن يكون نموذجًا لاتفاقات مستقبلية مع ليبيا وتونس.

وحسب الاتفاق، وافقت أنقرة على استعادة المهاجرين غير المسجّلين الذين يصلون إلى اليونان مقابل الحصول على مساعدات مالية ورفع شرط الحصول على تأشيرة لدخول المواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك، فالاتفاقية معلقة الآن، حيث يضغط الاتحاد الأوروبي على تركيا لتغيير قوانين مكافحة الإرهاب الخاصة بها، كجزء من 72 فصلًا من متطلبات رفع تأشيرة الدخول على الأتراك.

وتقول أنقرة إن مثل هذا التغيير غير ممكن بسبب خطر الإرهاب الذي تواجهه البلاد، بشكل رئيسي من حزب العمال الكردستاني بي كي كي وداعش وأتباع فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والمتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الدموية الفاشلة في 15 تموز/ يوليو الماضي.

ودعا وزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر تشيليك في مؤتمر صحفي في 6 أيلول/ سبتمبر الجاري مع وزير الخارجية البرتغاري أوغوستو سانتوس سيلفا إلى تسريع رفع تاشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي عن المواطنين الأتراك، كما هو موعود في الاتفاق.

وقال الوزير التركي إن "اتفاق رفع التأشيرة هو موضوع رئيسي بالنسبة لنا"، مضيفًا: "نريد تحقيق اتفاق التأشيرة هذا مرة واحدة".

وصرح المتحدث باسم الرئيس التركي، إبراهيم كالن في 6 أيلول الجاري بأن تأخير رفع التأشيرة حتى نهاية العام أمر غير مقبول.

وانتقدت ميركل منتقدي سياسة الباب المفتوح أمام المهاجرين في 7 أيلول الجاري، داعية كل الأحزاب إلى الوقوف في وجه حزب "بديل لألمانيا" المناهض للهجرة.

وفي تصريح هجومي لها في الغرفة الدنيا للبرلمان الألماني (بوندستاغ) تحدثت ميركل بشكل مباشر عن نتيجة انتخابات 4 أيلول الجاري في ولاية ميكلينبورغ فوربوميرن الشرقية حيث أنزل حزب بديل لألمانيا المناهض للهجرة الحزب الديمقراطي إلى المرتبة الثالثة.

وقالت: "إن علينا جميعًا أن نُدرك أن حزب بديل لألمانيا هو تحدٍ ليس فقط للحزب الديمقراطي المسيحي... ولكنهم تحدٍ لكل الموجودين في هذا البرلمان"، مضيفة أن سياسات حزب بديل ألمانيا المناهضة للهجرة هي تهديد لقيم المجتمع.

وفي تصويت نهاية الأسبوع، تمكن حزب بديل ألمانيا الذي أذكى مخاوف من تدفق اللاجئين إلى ألمانيا العام الماضي، من الحصول على أصوات من كل الأحزاب، ودفع مصوتين جدد للتصويت لصالحه. وهو ممثل الآن في 9 من الولايات الألمانية الستة عشر، ويُتوقع أن يدخل إلى البرلمان في العام المقبل.

وقالت ميركل، التي يتوقع أن تخوض الدورة الانتخابية الاتحادية الرابعة، إنه قد تم إنجاز الكثير منذ وصول أزمة المهاجرين إلى ذروتها منذ عام.

وأضافت: "وراءنا عام كامل مليء بالقرارات... لتخفيض عدد اللاجئين"، مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية اتخذت خطوات لمساعدة السلطات المحلية في الصرف على اللاجئين، وأقرت قانون اندماج وسرّعت إجراءات إعادة المُهاجرين الذين يُرفض طلب لجوئهم وعزّزت الإجراءات الأمنية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!