ترك برس

أشاد النائب عن حزب الحركة القومية أوميت أوزداغ بعملية درع الفرات قائلًا إنها خدمت المصالح القومية لتركيا، ودعا إلى تحديد هدف سياسي لها يتضمن التصالح مع الأسد وليس المطالبة برحيله.

وصرح أوزداغ في لقاء مع موقع الجزيرة ترك بأن شعار "رحيل الأسد" كاد أن يكون حقيقةً في بداية الثورة، ولكن الحديث اليوم عن إمكانية تحول هذا الشعار إلى واقع أصبح ضربًا من العبث، داعيًا الحكومة إلى النظر في خيار التصالح مع الأسد قبل تفاقم الأزمة وتأثيرها على المصالح القومية الخاصة بتركيا.

وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم تركيا في إطار مبدأ توازن القوى الذي تحاول من خلاله الحيلولة دون مزيد من اقتراب المسار التركي من الأهداف الروسية، موضحًا أن الدعم الأمريكي لتحرك تركيا تعاظم حتى تضمّن قصف بعض مواقع الجيش السوري "بالخطأ".

وأشار أوزداغ إلى أنه جرى التخطيط لعملية درع الفرات قبل 15 تموز/ يوليو، ولكن الأزمات الداخلية في تركيا والرفض الأمريكي حالا دون تنفيذها، موضحًا أن فقدان أمريكا لأملها في "عملية التغيير السياسي" في تركيا أفسح المجال أمامها لبدء العملية بموافقة أمريكية.

ورأى أوزداغ أنه كان من الأفضل تأخير موعد بدء العملية، فالجيش التركي لم يتعافى بعد من الهزة التي أصبته إبان 15 تموز، فضلًا عن أن سوريا منطقة يتناحر بها النظام السوري وروسيا والولايات المتحدة وإيران وحزب الله وبريطانيا وإسرائيل، فبدء العملية دون تنسيق قوي مع كافة العناصر المذكورة سيزيد من الصعوبات التي قد تواجهها القوات التركية.

وعن سبب دعمه لخيار تصالح الحكومة التركية مع نظام الأسد، نوّه أوزداغ إلى أن الحكومة التركية كانت تملك فرصة القضاء على نظام الأسد في الشهور الأولى لانطلاق الثورة، أما اليوم فسوريا أصبحت موطنًا لداعش والقاعدة وقوات الحماية الكردية وغيرها من المنظمات الإرهابية الخطيرة، موضحًا أن الواقعة جعلت تركيا أمام سياسة واقعية تعرض خيارين: الأسد مع الاستقرار أو استمرار الأزمة مع الفوضى، وفي ضوء هذين الخيارين لا تملك تركيا الا خيار الأسد مع الاستقرار.

ودعا أوزداغ الحكومة التركية إلى توحيد جهودها مع الأطراف المتوافقة مع خططها، مبينًا أن تأخّر العملية لعدة أيام كاد أن يتسبب بنتائج وخيمة أهمها انقطاع التواصل بين تركيا والعرب بشكل كامل، وإفساح المجال أمام قوات الحماية الشعبية للحصول على منفذ على البحر الأبيض، الأمر الذي كان سيحول ولاية هاتاي الواقعة في الجانب التركي من أبعد نقطة باتجاه الغرب من الحدود التركية السورية إلى بحيرة من الدماء جراء هجوم قوات الكردستاني على المدينة.

ووصف أوزداغ تحرك الحكومة التركية حيال بقاء أو رحيل الأسد حتى الآن بـ"المثالي"، قائلًا إن ذلك يدل على أنها ما زالت تنتهج نهج رئيس الوزراء الأسبق "أحمد داود أوغلو"، الذي وصفه بأنه تبنى منذ توليه للحكم وحتى رحيله نهجًا مثاليًا إزاء القضية السورية، وإنه ينبغي للحكومة التركية أن تضع السياسية البراغماتية الواقعية على جدول أعمالها كي تقي نفسها ومواطنيها والمواطنين السوريين المزيد من الخسائر.

وحول مستقبل عملية الفرات، توقع أوزداغ أن تتوسع القوات التركية لتحقيق أهداف العملية، مشيرًا إلى أن التوسع لن يكون كبيرًا بدرجة الوصول إلى الرقة والموصل، بل سيقتصر على الأهداف الخاصة بالشمال السوري، وبعد ذلك سيتحول إلى دعم لوجستي وجوي، ويمكن استشفاف ذلك من تصريحات رئاسة هيئة الأركان والرئيس أردوغان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!