ترك برس
"نعم انطفأت نار المعارضة نوعًا ما، لأن محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو طغت على جميع قضايا الرأي العام في تركيا،" هكذا رد سنان أوغان القيادي في معارضة حزب الحركة القومية في رده على السؤال الوارد في العنوان، مشيرًا إلى أن محاولة الانقلاب الفاشلة أسقطت القضية التي شكلت النقطة الأساسية للرأي العام قبيل 15 تموز، وأبدلتها بقضية أخرى هي محاربة جماعة غولن وتعاضد الأحزاب السياسية ضد خطر هذه الجماعة.
كان جناح المعارضة داخل حزب الحركة القومية قد ظهر مع إعلان نائبة رئيس الحزب ميرال أق شينير سخطها على قيادة الحزب التي أودت به نحو الفشل المتكرر، على حد زعمها، والذي تلاه إعلان قيادات أخرى ضم صوتهم المعارض إلى صوتها، فأصبح الجناح المعارض يتشكل من كوراي أيدين وسنان أوغان وفي النهاية أوميت أوزداغ.
شغلت قضية انتخاب قيادة جديدة للحزب مساحة واسعة في الرأي العام التركي قبيل محاولة الانقلاب، ولكن بعد المحاولة المشهودة اندثرت القضية ليس فقط في وسائل الإعلام، بل في محكمة أنقرة الإدارية وحتى بين قيادات الحزب المعارضين الذين تلاشى اهتمامهم بهذه القضية.
اتهم زعيم الحزب دولت باهتشلي قادة الجناح المعارض بدعم الكيان الموازي ومحاولة تسليم حزب الحركة القومية "النظيف والمتين" للكيان الموازي الذي انكشفت عورته، مشيرًا بالتحديد إلى ميرال أق شينير.
وبحسب موقع الجزيرة ترك الذي رصد القضية في تقريره "انطفأ نار المعارضة داخل أروقة حزب الحركة القومية"، فإن الجميع كان ينظر إلى أق شينير على أنها الفائز الأكيد في حال جرت انتخابات قيادية، نظرًا لما تملكه من دعم شعبي وحزبي قوي، إلا أن محاولة الانقلاب أسهمت في تحويل الادعاءات إلى أمر شبه يقيني، لا سيما في ظل تصريح أق شينير عبر وسائل الإعلام مرارًا وتكرارًا بأنها ستصبح رئيسة للوزراء خلال فترة قصيرة.
تصريح أق شينير بذلك رفع من مستوى تبني الحكومة والشعب التركيين ادعاء أنها لا تتحرك من نفسها بل بناءً على أوامر صادرة من جماعة غولن التي أوعزت لها بالتصريح بذلك، ووفقًا لتقرير الجزيرة ترك، فإن أق شينير شُغلت بعد محاولة الانقلاب بالدفاع عن نفسها وبرهنة عدم وجود أي صلة بينها وبين جماعة غولن، كما اضطرها الأمر للتراجع خطوة إلى لخلف فيما يتعلق بالمطالبة بالانتخابات القيادية داخل حزب الحركة القومية لإسقاط تهمة الانتماء للكيان الموازي في المرحلة الحالية على الأقل، وبذلك انطفأت إحدى شمعات الجناح المعارض ولو لفترة وجيزة.
وحسب التقرير، فقد أرسلت أق شينير رسالة له عبر مستشارها الإعلامي مفادها بأنها "لن تتخلى عن هدفها بشكل كامل، وستعود للساحة بشكل حازم بعد هدوء الساحة السياسية."
ومن جانبه، أوضح سنان أوغان في تصريحه للجزيرة ترك، أن محاولة الانقلاب وُجهت ضدهم أيضًا، منوّهًا إلى أن جماعة غولن كانت تهدف من خلال محاولة الانقلاب إلى استهداف الحكومة والدولة ومن ثم الجيش وجناح المعارضة داخل حزب الحركة القومية.
وقال أوغان إن الحرب الشرسة على الإرهاب وحالة الطوارئ وعدم الاستقرار الموجودة داخل الجيش وغيرها من العوامل أثرت سلبًا على قضية المعارضة بداخل حزب الحركة القومية، مؤكّدًا على أن حركة المعارضة ستعود إلى ما كانت إليه بل وبشكل أوسع بعد أن تنتهي الدولة من القضاء على الإرهاب والتغلغل الغولني، فمصلحة البلاد أهم بكثير من التنافس الحزبي.
وفي هذا الصدد، صرح كوراي أيدين، الصديق المقرب والرفيق الحميم لباهتشلي وأحد قادة الجناح المعارض، بأنه يدعم التحرك الحكومي ضد الإرهاب، وأفاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن القضية الأهم على الساحة السياسية التركية يجب أن تكون التكاتف لمحاربة الإرهاب والقضاء على العابثين بأمن الوطن.
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة وحتى الآن، لم يُدلِ أيدين بأي تصريح حول إمكانية عودته لمناوءة باهتشلي وفريقه الذي يقود الحزب، ووفقًا لمصادر مقربة، فإن أيدين يفضل في الفترة الحالية، عدم إشغال الحكومة وجهاز القضاء بقضية ثانوية قد تؤثر على مسار الدولة في محاربتها للأعداء الداخليين والخارجيين.
ومن جهته، أفاد أوميت أوزداغ القائد الأخير المنضم للجناح المعارض، بأن الدماء ما زالت تسيل على أرض تركيا، ولا أحد يعرف إلى متى سيستمر سيلانها، مشددًا على ضرورة تعاضد الشعب التركي تحت راية واحدة. ولم يتطرق أوزداغ في لقائه الهاتفي مع الجزيرة ترك إلى مسألة استمراره أو انسحابه من مضمار المنافسة على قيادة الحزب.
كنتيجة مختصرة، يتضح من تصريحات قادة الجناح المعارض داخل حزب الحركة القومية أن نيران المعارضة لم تنطفئ بعد ولكنها مجمدة حتى يحين وقت الإفراج عنها مع هدوء موجة محاربة بقايا الكيان الموازي داخل الدولة وانتهاء تركيا من حربها على الإرهاب داخل وخارج حدودها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!