إبراهيم تينيكجي - يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

كانت تركيا ولا تزال من أكثر الدول المستهدفة من قبل الغرب، وذلك على مر العصور والسنوات، وهم الذين كانوا يقفون دوما خلف المنظمات الانفصالية والارهابية، سواء في الماضي أو في الحاضر. ففي الحاضر، نرى الغرب يدعم صنفين؛ المجموعات الانفصالية، والمجموعات الطائفية، يدعمون عناصر وقادة هذه المنظمات، ومؤيديهم، وجمعياتهم ومؤسساتهم وبنوكهم.

ونحن نعلم بأنّ كلا الصنفين يتغذيان من روح الانتقام، ومع أنكم تحاولون جاهدين للحديث عن السلام، عن إخوة الشعوب وتآخيهم، إلا انهم يذهبون بعد ذلك للقوى الاستعمارية، ويتعاونون معها، ويأخذون منها معاشاتهم ومرتباتهم، ثم تستخدمهم تلك القوى كأدوات لعمليات تريد من خلالها تحقيق بعض الأهداف.

في الماضي استخدموا الأرمن لسنوات طويلة، واستخدموهم للاغتيالات، بعد الحرب العالمية الأولى. لكن لماذا الغرب يسعى دوما لضرب الأناضول؟ لانهم إلى الآن لم يقبلوا بأنْ يكون شعب الأناضول مسلما، ولذلك استخدموا الصنفين المذكورين، من المنظمات الانفصالية والإرهابية.

اليوم هم يستخدمون طرفا ثالثا، وهي عصابة التنظيم الموازي، يدعمونها ويقفون خلفها، وتجري الجماعة الآن اجتماعاتها في ألمانيا، والعنوان الأمثل لهم هو الانتقام، ولهذا يتأكد لنا بأنّ الغرب لم يبق أي شيء لم يستخدمه ضد تركيا، وهم لا يعرفون حدودا للنذالة والسوء.

لكن الفرق بمنظمة غولن وبقية المنظمات، هي أنهم يشبهوننا، يصلون، ويصومون، وقريبون منا، لكنهم ربما أكثر خطرا علينا، فتخيلوا مشهد فتاة محجبة تخرج على التلفاز وتتحدث ضد تركيا، ربما سيعملون أكثر على هذا الجانب خلال الأيام القادمة، وسيفتحون جبهة علينا من هناك، لكننا ندرك حجم هذا الخطر.

يحاولون الترويج أكثر بأنّ تركيا أصبحت دولة يقودها دكتاتور هو أردوغان، والذي لم يسلم منه حتى الأطياف المتدينة والمحافظة، مستخدمين بذلك عناصر غولن آنفي الذكر. هذه الذهنية والعقلية لم تسمح لرئيس جمهورية منتخب من قبل الشعب، أنْ يجري خطابا عبر الفيديو لحشود اجتمعت لتأييد الديمقراطية، في الوقت الذي سمحت فيه لقائد منظمة إرهابية القيام بأمر مماثل لمؤيدين له في ألمانيا.

يقومون بذلك لأنّ هدفهم الحقيقي، هو الإطاحة بأردوغان، برغم أننا نتحدث عن دول كنا نعتقد بأنها دولا "حليفة وصديقة"، لكنهم في واقع الأمر يريدون القضاء على تركيا، ويقفون في وجه كل التطورات والأحداث والأمور التي من الممكن أنْ تصب في مصلحة شعبنا وأمتنا، فانظروا إلى موقف أمريكا مثلا من عملية درع الفرات، وانظروا إلى اليونان التي ترفض تسليم انقلابيين هربوا إليها، وهذا هو الموقف الغربي منا.

ولذلك على تركيا أنْ تبدأ من جديد، خصوصا في هذه الأيام التي يجري فيها جدل ونقاشات حول لوزان.

عن الكاتب

إبراهيم تينيكجي

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس