ترك برس
قالت السفارة التركية في العاصمة الأردنية عمّان إن هناك العديد من الأخبار والتقارير التي صدرت عن وسائل الإعلام مؤخرا بخصوص الأزمة السورية التي تسببت بمقتل مئات الألوف ونزوح الملايين من مناطقهم، وإن موقف تركيا من هذه الأزمة تضمن ادعاءات واتهامات وانتقادات ظالمة لا أساس لها من الصحة.
وأوضح البيان الموقّع باسم السفير التركي في عمّان سدات اونال، أن تركيا تعتبر من أكثر الدول التي تضررت جراء تدهور الوضع الأمني وعدم الاستقرار والفوضى في سوريا والعراق. حيث إن تركيا تشترك بحدود مع سوريا والعراق تمتد لمسافة تصل لـ 1295 كم .
وشدد البيان على أن جميع أنواع التهديدات الإقليمية وبالأخص تنظيم داعش لها علاقة بالأمن والاستقرار الوطني التركي بصورة مباشرة. وأنه منذ بداية الأزمة السورية فإن أكثر من 74 مواطنا تركيا فقدوا حياتهم في عدة اعتداءات وتفجيرات إرهابية وقعت، كما جرح مئات المواطنين نتيجة سقوط قذائف هاون تم إطلاقها من الجانب الآخر للحدود.
وأكد البيان أنه ومنذ البداية ناشدت تركيا المجتمع الدولي تلبية المطالب المشروعة للشعب السوري وإيجاد حلول سلمية وشاملة لهذه المسألة، كما حذرت لاحقا مرات عديدة بضرورة اتخاذ تدابير فعالة وعاجلة لمنع تطور الأحداث نحو التشدد ومنع انتشارها إقليميا وتهديدها لأمن المنطقة. وفي هذا الإطار بذلت تركيا جهدا كثيفا مع شركائها في دول مجموعة أصدقاء سوريا ومن ضمنهم الأردن لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة، بينما تشهد منطقتنا أخطر وأشمل أزمة على الصعيدين الإنساني والأمني في تاريخنا الحديث فقد وصل عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا نتيجة أعمال العنف ومنحوا حماية مؤقتة هناك إلى أكثر من 1,5 مليون لاجئ. كما يتم استضافة قرابة 220 ألفا من هؤلاء اللاجئين في 22 مركز إيواء تم إنشائه في تركيا. وأن مجموع كلفة اللاجئين السوريين على ميزانية الدولة التركية وصلت إلى أكثر من 4 مليار دولار منذ بداية الأزمة حتى الآن .
وأشار البيان إلى تصميم وعزم تركيا على مكافحة الإرهاب ومن ضمنه تنظيم داعش. ومن خلال مشروع القرار الذي تم تبنيه مؤخرا في البرلمان التركي، أصبحت الحكومة التركية مخولة قانونيا في التصرف فيما يتعلق بالتحركات التي قد يتم تبنيها في سياق مكافحة مكونات المنظمات الإرهابية. لكن هناك ضرورة أيضا لإجراء تقييم للخطوات التي ستحدد في هذا النطاق، تعتمد على مقاربة شاملة تضمن استمرارية تدفق المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين الذين تتزايد أعدادهم باستمرار، وتجفيف مصادر الإرهاب وتمهيد الطريق لعملية التسوية السياسية. لذا يعتبر التمكن من الوصول إلى رؤية وأهداف موحدة على المستوى الإقليمي والدولي أمر أساسي وهام. وإلا لا يمكن صد المخاطر والتهديدات والأخطار التي تأتي من سوريا وتحقيق الأمن والاستقرار. غير أن تركيا مستعدة للإسهام في كافة الجهود المشتركة مع الدول الصديقة والحليفة في حال تم التوصل إلى تفاهمات بشأن اعتماد استراتيجية تتمتع بالشرعية الدولية.
وتابع البيان أنه ومنذ البداية فقد تعاملت تركيا مع الصراع الدائر في سوريا من منطلقات إنسانية، بعيدا عن التمييز المذهبي والعرقي والديني، كما شددت على ضرورة تلبية مطالب الشعب السوري المشروعة. لذا فإن محاولة فهم الأحداث الجارية في سورية خارج نطاقها الأساسي ومن خلال منطقة أو شريحة معينة وتقييمها على هذا الأساس سيكون غير معقولا ومضللا. وقال البيان إن التقارير والادعاءات المنشورة حول دعم تركيا للمجموعات المتطرفة في سوريا وغض النظر عن عبور المتطرفين عارية عن الصحة تماما، وأن تركيا أكدت في كل المحافل استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل مواجهة مشكلة المقاتلين الإرهابيين الأجانب التي يقتضي القضاء عليها تعاونا دوليا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!