غرادي ويلسون - المجلس الأطلنطي - ترجمة وتحرير ترك برس
رحبت الدوائر المؤيدة للحكومة في تركيا بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية. وهذا ليس مستغربًا عندما يأخذ المرء بعين الاعتبار تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب السابقة بشأن تركيا وبشأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
عقب محاولة الانقلاب في تركيا في تموز/ يوليو، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، وصف ترامب أردوغان كزعيم قوي وأثنى على حشد أردوغان لأنصاره بغية مقاومة الانقلابيين. وأكد أيضًا على الدور الأكبر الذي يمكن أن تلعبه تركيا في الحرب ضد الدولة (داعش).
تعليقًا على فوز ترامب، قال أردوغان إن "حقبة جديدة قد بدأت في الولايات المتحدة"، وأضاف أنه أَمِلَ أن يفضي اختيار الشعب الأمريكي لترامب إلى تطورات إيجابية.
المقدمة الإيجابية الأحدث من معسكر ترامب تجاه تركيا هي مقالة للجنرال المتقاعد مايك فلين، الذي يتوقع العديد تعيينه كمستشار للأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتلك المقالة لفتت انتباه وسائل الإعلام التركية. هذه المادة هي العلامة الأقوى حتى الآن بأن السياسة الأمريكية-التركية في إدارة ترامب ستكون أكثر انتباهًا للحساسيات التركية.
في مقالته: "حليفتنا تركيا في أزمة وتحتاج دعمنا"، وصف فلين تركيا "كأقوى حليف للولايات المتحدة ضد داعش ومصدر استقرار في المنطقة". في رسالة يناشد فيها فلين القراء لرؤية العالم من منظور تركيا، وعلى وجه الخصوص لفهم الصدمة التي عانت منها تركيا في ليلة محاولة الانقلاب.
خلافًا لتصريحات إدارة أوباما الفاترة والحذرة لطلب تركيا تسليم فتح الله غولن، رجل الدين في الولايات المتحدة الذين تعتقد الحكومة التركية أنه زعيم مدبري الانقلاب، أعلن فلين بكل صدق دعمه في تسليم غولن.
حتى قبل محاولة الانقلاب، فقد بدأ مذيعون/ معلقون مؤيدون للحكومة في تركيا في انتقاد خصم ترامب الديمقراطي هيلاري كلينتون ومؤسسة كلينتون؛ بسبب ارتباطاتها مع حركة غولين. وبعد محاولة الانقلاب، زاد هذا الخطاب وتوضح أحد الأسباب لماذا يُعتبر فوز ترامب بداية جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.
رسائل ترامب المتضاربة والغامضة بشأن المواقف في السياسة التي سيتخذها معروفة جيداً وتمتد إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث يحاول صانعو السياسات التنبؤ بنهجه. في وسائل الإعلام التركية، تم التركيز على رؤية حملة ترامب لدور أكبر بالنسبة لتركيا في الحرب ضد داعش. وبالإضافة إلى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، يأملون أن هذا سيقلل من أهمية وحدات حماية الشعب الكردية كقوات برية رئيسية متحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش. كما أن اعتماد الولايات المتحدة على وحدات الحماية الكردية- التي تعتبر تابعة لحزب العمال الكردستاني- كان مصدرًا رئيسيًا للخلاف بين الحليفين في الناتو (الولايات المتحدة وتركيا).
وأيضًا حاولت وسائل إعلام تركية أن رسم تشابهات بين أردوغان وشخصية ترامب القوية، قدرتهما على التواصل وتطلعاتهم لتغيير مسار تاريخ بلدانهم بشكل كبير.
في المدى القصير والمتوسط، يمكن أن تبدل بشكل إيجابي قرارات إدارة ترامب المتعلقة بغولن ودور وحدات الحماية الكردية في الحرب في سوريا العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا، ويمكن أن تشهد تلك العلاقة بداية جديدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس