
ترك برس
اندلعت اشتباكات عنيفة، اليوم الاثنين، بين قوات الأمن الداخلي والجيش السوري وميليشيات "قسد" في مدينة حلب شمال غرب البلاد، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ونزوح عشرات العائلات.
ورصد تقرير لشبكة الجزيرة القطرية، أبرز النقاط المتعلقة بهذه التطورات الأخيرة والتي تزامنت مع زيارة وفد تركي رفيع، اليوم، إلى دمشق ولقائه مسؤولين سوريين وعلى رأسهم الرئيس أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد حسن الشيباني.
أين وقعت الاشتباكات؟
وقعت الاشتباكات في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب بين عناصر من قوات "قسد" وقوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية المنتشرة على الحواجز المحيطة، وطال رصاص القنص دوار الليرمون والشيحان ووصلت قذائف الهاون أحياء السريان والجميلية داخل حلب.
والحيّان يخضعان لاتفاق أبرم في أبريل/نيسان الماضي بين الحكومة السورية و"قسد" يهدف إلى تعزيز السلم الأهلي والتعايش المشترك، إضافة إلى تنظيم الوضع الإداري والأمني فيهما، وينص على اعتبار حيي الشيخ مقصود والأشرفية جزءا إداريا من مدينة حلب.
ما سبب اندلاع المواجهات؟
وزارة الداخلية السورية اتهمت قوات قسد، المتمركزة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، بالغدر بقوات الأمن الداخلي المتمركزة في الحواجز المشتركة عقب انسحابها المفاجئ، وإطلاق النار على الحواجز رغم الاتفاقات المبرمة.
بدورها، إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع رفضت ما تروّجه قسد عن هجوم لقوات الجيش على مواقعها، بحيي الشيخ مقصود والأشرفية، ونقلت قناة الإخبارية السورية عنها أن قسد هاجمت بشكل مفاجئ نقاط انتشار قوى الأمن الداخلي.
في المقابل، قال المركز الإعلامي لقوات قسد إن فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع السورية هاجمت حاجزا في دوار الشيحان بحلب.
وأضاف المركز أن تلك الفصائل شنت هجوما عنيفا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، بعد استهداف حاجز قوى الأمن الداخلي.
ما طبيعة الاشتباكات؟
الاشتباكات بدأت باستخدام الأسلحة الخفيفة والقناصات، وتطورت إلى استخدام الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة بما فيها قذائف الهاون وراجمات الصواريخ، ما أجبر عددا كبيرا من الأهالي على النزوح من بيوتهم في المناطق القريبة.
ما الخسائر المعلنة؟
قتل مدنيان وأصيب آخرون، بحسب قناة الإخبارية السورية، جراء نيران مصدرها مواقع قسد، كما أصيب عنصران أحدهما من وزارة الداخلية والآخر من قوات الجيش السوري إضافة إلى عدد من عناصر الدفاع المدني، بحسب وزارة الداخلية، في حين تحدث مستشفى الرازي بحلب عن استقبال 4 إصابات جراء إصابتهم بنيران مصدرها عناصر قسد.
بدوره، أفاد المركز الإعلامي لقسد بإصابة عنصرين من قوات الأمن التابعة لقسد بالرصاص و5 مدنيين بينهم طفلة.
ما التداعيات السياسية والأمنية؟
يرى المحللون أن انفجار الاشتباكات المفاجئ في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، يأتي في توقيت ضاغط على قسد مع قرب انتهاء العام الميلادي دون تنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار 2025 بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي.
ويضيف المحللون أن ضغط دمشق وأنقرة بدا واضحا خلال المؤتمر الصحفي لوزيري الخارجية السوري أسعد الشيباني والتركي هاكان فيدان، اليوم الاثنين، من أجل تنفيذ الاتفاق.
عوامل قد تضغط على قيادة قسد للدخول فعليا في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مع وجود حالة من الضغط الشعبي في منطقة شرق الفرات وسوريا عموما، لإنهاء أحد أعقد الملفات الداخلية الموروثة من حقبة النظام السابق.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم الاثنين، إن تنظيم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الإرهابي، لا تعتزم على ما يبدو التقيد بالتزامها الاندماج في القوات المسلحة للدولة السورية بحلول مهلة تنقضي بنهاية العام. وفقا لوكالة رويترز.
وتنظر تركيا إلى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرق سوريا، على أنها منظمة إرهابية، وهددت بشن عمل عسكري إذا لم تلتزم الجماعة بالاتفاق.
وعبر فيدان الأسبوع الماضي عن أمل تركيا في تجنب اللجوء إلى العمل العسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية، لكنه قال إن صبرها بدأ ينفد.
وتابع فيدان اليوم في دمشق بعد محادثات بين وفد تركي رفيع المستوى والرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وآخرين "نرى أن قوات سوريا الديمقراطية لا تعتزم إحراز تقدم كبير (نحو الاندماج)".
ومضى قائلا "قوات سوريا الديمقراطية تدير بعض عملياتها بالتنسيق مع إسرائيل، وهذا في الواقع يشكل عقبة رئيسية أمام المفاوضات الجارية مع دمشق".
وجاءت زيارة المسؤولين الأتراك، ومن بينهم وزير الدفاع ورئيس المخابرات، إلى العاصمة السورية وسط جهود يبذلها المسؤولون السوريون وقوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة لإظهار بعض التقدم في الاتفاق.
وتتهم تركيا قوات سوريا الديمقراطية بالمماطلة قبل الموعد النهائي المحدد بنهاية العام، وكذلك إسرائيل باللجوء إلى سياسات "مزعزعة للاستقرار" في سوريا مما يثير مخاطر أمنية في جنوب البلاد.
ولم يصدر بعد أي تعليق على تصريحات فيدان من قوات سوريا الديمقراطية أو إسرائيل.
وتقول أنقرة إن وجود قوات سوريا الديمقراطية على حدودها الجنوبية يشكل تهديدا أمنيا لكل من تركيا وسوريا، وإن على حكومة دمشق معالجة ذلك مضيفة أن أي دمج يجب أن يضمن حل قوات سوريا الديمقراطية تماشيا مع عملية نزع السلاح بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور والدولة التركية وكسر سلسلة القيادة الخاصة بها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!








