إذاعة قول براماه - ترجمة وتحرير ترك برس
على الرغم من تبادل السفراء بين تركيا وإسرائيل، وإعلان الرئيس أردوغان عن تعيين سفير تركي جديد في إسرائيل، فإن هذا يبدو شهر عسل جزئي فقط بين البلدين، حتى وإن كانت وسائل الإعلان التركية التي تعاني كثيرا تحت حكم أردوغان منذ محاولة الانقلاب في شهر يوليو تموز الماضي تشيد بتعيين السفير الإسرائيلي الجديد، إيتان نائيه، وتأكيدها إلى أي حد كان تعيينه ملائما.
يبدو أنه بعد ست سنوات من غياب العلاقات الدبلوماسية الفعلية بين البلدين،أن هناك حاجة ماسة للرئيس للرئيس التركي لفتح صفحة جديدة مع إسرائيل، لكن القدس وأنقرة لا تتفقان حول قضايا سياسية ودبلوماسية كثيرة : أردوغان يرغب في الإطاحة بالأسد في سوريا، في حين لا يعبر نتنياهو عن موقف في هذا الموضوع، ويخشى أردوغان دائما من أن تتعاون إسرائيل مع الأكراد من وراء ظهر تركيا، ولا تكلف القدس نفسها عناء إنكار ذلك. تعاني تركيا من أزمة حادة في العلاقات مع مصر، في الوقت الذي يرفض فيه الرئيس السيسي غزل أنقرة بسبب كرهه الكبير للإخوان المسلمين. وفي ضوء هذا الوضع لا يتسامح الرئيس التركي مع التعاون الوثيق بين إسرائيل ومصر في شبه جزيرة سيناء.
من الواضح أن اتفاق المصالحة الموقع بين إسرائيل وتركيا لا ينفذ تنفيذا كاملا، فمن المعروف للجميع أن طلب إسرائيل بطرد الجناح العسكري لحركة حماس يقابل بتجاهل من جانب الرئيس التركي، ويواصل مسؤولون كبار في حماس في الإقامة في جميع أنحاء تركيا بحرية ودون قيود، ومن أبرزهم صلاح العروري المسؤول عن خطف الفتيان الثلاثة وقتلهم.
تولي تركيا اهتماما متعمدا لعودة السفراء التي تمثل رمزا لتطبيع العلاقات بين البلدين، والسبب الرئيس في ذلك سبب اقتصادي: زيادة الصادرات والواردات، والتوقيع على صفقات اقتصادية ضخمة، واتفاق نقل الغاز لأوروبا عبر تركيا، وهو الاتفاق الذي تعلق عليه الدولتان آمالا كثيرة.
ومن المهم التأكيد أنه على الرغم من وجود شهر عسل جزئي فقط ، فقد رفعت إسرائيل من أسهم تركيا لدى الإدارة الأمريكية. والآن يجب الانتباه إلى التطورات التي يمكن أن تظهر مع انتصار ترامب في الانتخابات الأمريكية، ومن المرجح أن مستشاري أردوغان يتعرضون لضغط.
وعلى ضوء شهر العسل الجزئي بين البلدين يجب أن ننتظر لنرى إلى أين ستسير الأمور، وهل ستسعى إسرائيل إلى التعاون الذي كان قائما قبل اندلاع النزاع. سيكون مثيرا للاهتمام معرفة ما إذا كانت الصناعات الدفاعية الإسرائيلية ستستأنف عملها مع تركيا، وما إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي سيعود لأداء تدريبات في سماء تركيا . هل تنجح المصالح في محو الخلافات؟ ما زال من المبكر معرفة ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس