الأناضول
تحيي تركيا بداية من غد الأربعاء، الذكرى الـ 743 لوفاة المتصوف جلال الدين الرومي المعروف بـ "مولانا"، بمراسم واحتفال تقام في مدينة قونيا وسط تركيا، التي توفى فيها.
ويتم إحياء ذكرى وفاة الرومي كل عام خلال الفترة من 7 وحتى 17 ديسمبر/ كانون أول، فيما يعرف بـ "شبِ عروس" بالفارسية أو ليلة العرس ، والتي كان ينتظرها الرومي ليعود إلى الذات الإلهية وفق منظور تصوفي.
وتحمل مراسم العام الحالي شعار "وقت الوحدة"، وتبدأ غدا بمسيرة يشارك بها مواطنون من العديد من دول العالم، ومن ثم يحضرون رقصة السماح المولوية، التي يقدمها عدد من الدراويش.
وتشهد قونيا العديد من الفعاليات خلال فترة إحياء ذكرة وفاة الرومي، تتضمن العديد من المعارض التي تعرف بالمتصوف الكبير، ودروسا باللغتين التركية والإنجليزية في كتاب المثنوي الذي ألفه الرومي، والعديد من الندوات والمحاضرات وورشات العمل.
وقال مدير الثقافة والسياحة في ولاية قونيا، عبد الستار يارار، في تصريح للأناضول، إن إحياء ذكرى وفاة الرومي ستتضمن 105 فعاليات، بينها 25 معرضا، و15 مؤتمرا، و9 مسرحيات، وندوتين عالميتين، كما سيتم التعريف بالفعاليات عبر لافتات توضع في مطارات أنقرة وإسطنبول.
ومولانا جلال الدين الرومي، من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي، حيث أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية، وكتب كثيرا من الأشعار، وأسس للمذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات آلاف أبيات الشعر عن العشق والفلسفة.
ولد الرومي في مدينة بلخ بخراسان، في 30 أيلول/سبتمبر 1207، ولقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم، استقر في قونيا حتى وفاته في 17 كانون الأول/ديسمبر 1273، بعد أن تنقل طالبا العلم في عدد من المدن أهمها دمشق.
وكان جلال الدين الرومى مثالا عظيما للتسامح، متّبعا تعاليم الدين، وأُحيط بأشخاص من الديانات والملل الأخرى، وضرب مثالا للتسامح معهم، وتقبلا لآرائهم وأفكارهم، وكان كل من يتبع مذهبه، يرى أن كل الديانات خير، وكلها حقيقية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!