ترك برس
قال الكاتب والمحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا، إن التحالف لم يكن أمرًا مخفيًا بين حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة في تركيا) وجماعة فتح الله غولن المسؤولة عن محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يولو/تموز الماضي.
وفي مقال له بصحيفة العرب القطرية، أشار ياشا إلى أن جميع الدلائل والمؤشرات التي تشير إلى التحالف الحزب المعارض وجماعة غولن والتنسيق وتبادل الأدوار، كانت واضحة كوضوح الشمس، لكل من يريد أن يرى الحقائق كما هي.
وأوضح ياشا أن رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، تربع على كرسي الرئاسة بفضل الفضيحة الأخلاقية التي أطاحت بسلفه دنيز بايكال، وكشفت التحقيقات عن وقوف الكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة غولن، وراء تفجير تلك الفضيحة، من خلال تسجيل بايكال مع برلمانية من أعضاء حزبه في وضع مخلٍّ، وتسريب المقطع إلى وسائل إعلام. لذلك يقال في الأوساط السياسية والإعلامية التركية إن كيليتشدار أوغلو مَدِينٌ لجماعة غولن.
ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو لرئاسة الجمهورية من قبل حزب الشعب الجمهوري كان من ثمار التحالف بين الحزب والجماعة. وكان هذا الترشيح، إلى جانب التحالف مع الجماعة في الانتخابات المحلية، قد أثار آنذاك موجة استياء في صفوف حزب الشعب الجمهوري.
وكانت البرلمانية، بيرجول آيمان جولر، اعترفت بهذا التحالف، وقالت إن حزبها، أي حزب الشعب الجمهوري، تحالف مع جماعة غولن في الانتخابات المحلية التي أجريت في ٣٠ من مارس 2014.
وشدّد ياشا على أن حزب الشعب الجمهوري وقف في 15 من يوليو الماضي إلى جانب الديمقراطية والإرادة الشعبية، بعد أن تأكد فشل محاولة الانقلاب. ويبدو أن خوف قيادة الحزب من ردة فعل الشعب التركي الذي ثار ضد الانقلابيين وتصدى للدبابات كان وراء اتخاذ هذا الموقف.
ومع مرور الأيام والأسابيع، بدأ كيليتشدار أوغلو يعود إلى موقفه القديم ويدافع عن الكيان الموازي. وفي آخر مثال لذلك، ذكر في كلمته بالتجمع الجماهيري الذي نظمه حزب الشعب الجمهوري بمدينة أضنة، أسماء الكتاب المعتقلين بتهمة الانتماء إلى الكيان الموازي.
وقد أثارت كلمته موجة استياء جديدة في صفوف حزب الشعب الجمهوري والأوساط المقربة منه، وفتحت مرة أخرى ملف تحالف الحزب مع جماعة غولن. وجاء أقوی رد من الكاتب التركي نهاد جينتش، الذي قال: إن الموالين استولوا على حزب الشعب الجمهوري وجعلوه يصفق للخونة وطالب بضرورة معاقبة رئيس حزب الشعب الجمهوري بسبب دعمه لجماعة غولن.
فاتح جورسول، كبير مستشاري كيليتشدار أوغلو، اعتقل قبل أيام في قضية الكيان الموازي، وذكرت وسائل إعلام تركية أن جورسول من الذين تم العثور على تطبيق بايلوك في هواتفهم النقالة، وهو تطبيق كان يستخدمه أعضاء الكيان الموازي لمراسلاتهم المشفرة. وكان اسم جورسول في القائمة الحمراء التي تحتوي على مستخدمي التطبيق بكثافة.
ولفت الكاتب التركي، طونجا بنجين، في مقاله المنشور بصحيفة «ملِّيت»، إلى بوادر التمرد، مؤكدا أن النقاش داخل حزب الشعب الجمهوري حول ضرورة الإطاحة بكليتشدار أوغلو وانتخاب رئيس جديد بلغ ذروته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!