فخر الدين دوران - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
وصلت الأوضاع في سوريا إلى مرحلة هامة من عملية إيقاف الحرب الأهلية، فقد وقعت روسيا وتركيا والأطراف على وقف إطلاق نار شامل في سوريا، كنتاج للمباحثات الروسية التركية. وحسب الاتفاق فإنّ روسيا وتركيا ستكونان ضامنين لطرفي النزاع: النظام السوري والمعارضة.
ووقعت العديد من أطراف المعارضة على هذا الاتفاق، وهي أحرار الشام، والجبهة الشامية، وجيش الإسلام، وثوار الشام، وجيش ادلب، وجيش المجاهدين، وفيلق الشام. وتشمل هذه المجموعات السبع أكثر من 50 ألف مقاتل على الأرض.
وقد كشف وزير الخارجية التركي عن أنّ الاتفاق لا يشمل المنظمات الإرهابية، وستُعتبر المنظمات التي لا تلتزم بوقف إطلاق النار، ستعتبر منظمات إرهابية.
ويُعتبر اتفاق وقف إطلاق النار هذا هو الأشمل والأكثر جدية منذ بدء الأحداث في سوريا، ويختلف عن اتفاقيات وقف إطلاق النار التي كانت تتم خلال مباحثات جنيف، وذلك من خلال وجود أطراف ضامنة بحجم روسيا وتركيا.
ستتوجه الأنظار لاحقا، في حال استمرار وقف إطلاق النار والتزام الأطراف به، إلى المنظمات التي تستهدف وحدة الأراضي السورية، وهم داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعتبر امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
سيكون العام 2017 صعبا على هاتين المنظمتين، خصوصا وأنّ كل الأطراف ستركز على الحرب ضدهما. وهنا تبرز أهمية الوجود التركي في الساحة، خصوصا وأنّ القوات المسلحة التركية تواجه داعش اليوم في منطقة الباب، وبعد ذلك ستتجه نحو حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، واللتان لن تحصلان بعد اليوم على أي دعم من روسيا أو النظام السوري.
وهذا سيدفع حزب العمال الكردستاني وامتداداته السورية إلى العودة مجددا للولايات المتحدة الأمريكية، وسيصبح من المهم متابعة موقف ترامب من هذه القضية. فماذا من الممكن أن يفعل ترامب؟ هل سيستمر في سياسة أوباما بدعم حزب العمال الكردستاني والتلاعب مع تركيا؟ لا أعتقد ذلك أبدا.
ستعتمد سياسة ترامب على "كسب الحلفاء من جديد"، كما لن يُطالب بتغيير النظام في سوريا، ولهذا فإنّ حزب العمال الكردستاني لن يستطيع الحصول على الدعم المُنتظر من أمريكا.
تركيا تستمر في مكافحة الإرهاب بكل عزم وإصرار وسرعة، برغم كل العوائق، وهي تعمل بكل جهد لإنشاء منطقة آمنة في خارج حدودها، وفي الآن ذاته تعمل على تطهير ساحتها الداخلية من كل بؤر الإرهاب.
وهنا لا بد من توجيه التحية والشكر لوزير الداخلية سليمان صويلو، لأنّ وزارته تقود عمليات مؤثرة وفعالة ضد داعش وحزب العمال الكردستاني وجماعة غولن في آن واحد.
ولا شك أنّ الجماعات الإرهابية ستعمل على القيام بعمليات انتقامية كلما زاد الخناق عليها، لكن مهما فعلوا ومهما حدث لن ينجحوا، وستستمر تركيا بالانتصار وتحقيق المكاسب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس